Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

الاسم العربي الشهيد بعد قرن على نهاية الحرب العالمية الأولى

فوزية مبرور: فاعلة جمعوية تهتم بقضايا الثقافة و الفكر و حقوق الإنسان

على هامش الاحتفال الأوروبي في بداية شهر نونبر الحالي من العام 2018 بالذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى قمت بزيارة لأحدى أكبر المقابر بمدينة أيبر التي تبعد بنحو مائة كلم عن بروكسيل- وهي واحدة من بين 42 مقبرة لضحايا الحربين العالميتين الأولى والثانية في بلجيكا – وتضم 1500 قبرا لضحايا هذه الحرب المدمرة ما بين مدنيين وعسكريين.

الميثر للفضول في زيارة هذا المكان، الذي تكاد تزوره كل الأجناس والديانات في العالم، هو العثور على أسماء عربية كثيرة منقوشة على الحائط التذكاري للمقبرة. لم يكن ذلك مفاجئا بالنسبة لي، ولكن المفاجئ هو عدم إشاعة هذا المعطى التاريخي بين الشعوب بطريقة تربوية لإبراز اختلاط الدماء بين هذه الأجناس، خاصة العرب من شمال إفريقيا وبين الشعوب الأوربية من وبلجيكا وفرنسا وبريطانيا…كحلفاء في هذه الحرب التي أزهقت أرواح الملايين من البشر، وتسهيل الاندماج في بلدان المهجر.

والمثير من جهة أخرى؛ أن العرب لم يكونوا طرفا سياسيا فاعلا في هذه الحرب التي اندلعت عام 1914، ولم يكونوا من المنتصرين ولا من المنهزمين، ومع ذلك فقد قتل من أبناء العرب وجرح الكثير، لأن مئات الآلاف منهم جندوا قسرا للقتال في الحرب العالمية، التي لم تكن في الأصل سوى حرب أهلية أوروبية.

كذلك في هذه المناسبة يطفو إلى الذاكرة أن القتلى العرب قد تم إجبارهم على القتال مع كلا الجانبين: الحلفاء وأعدائهم، ولكنهم بقوا جنود خفاء لا تحظى ذكراهم بما تحظى به ذكرى الضحايا الأوروبيين من التكريم وتبجيل.
بل يكاد المرء لا يعثر للضحايا العرب على ذكر في أالكثير من الحكايات والقصص التاريخية السائدة في القارة الهرمة.

إلا أن ما يسجله الكثير من المؤرخين لهذه الحرب الأولى والثانية هو تميز الجنود المغاربين بالشجاعة والبسالة الفائقة مما جعل قادتهم يدفعون بهم إلى الجبهات الأمامية، وبالتالي كانت الخسائر في صفوفهم مرتفعة جداً.

لذلك فإن هذه الزيارة، كانت مناسبة فعلية لإيقاظ الذاكرة، بعد مائة عام على نهاية حرب عالمية مدمرة، قد لا ينقصها سوى مشاركة عربية ومغاربية على الخصوص، تأكيدا للدور الذي قام به المغاربة والتونسيون والجزائريون من أجل السلام في أوروبا.