أكد الدكتور محمد عجان الحديد الرفاعي الحسيني، الأمين العام للأكاديمية العالمية لعلماء الصوفية ، أن التصوف يشكل في المغرب جزءا لا يتجزأ من تاريخ المملكة، مضيفا أنه مكون أساس وجوهر من مكونات هوية الشخصية المغربية عبر مسارها التاريخي كما هو واضح في التاريخ والفكر والحضارة في المغرب.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور محمد عجان الحديد الرفاعي في الجسة الثانية المقامة ضمن فعاليات الملتقى السنوي التاسع عشر للطريقة الشيخية الشاذلية، بالزاوية البوعمامية الشيخية بمدينة عين بني مطهر، إقليم جرادة بالمملكة المغربية يوم السبت 22 يوليوز 2023، بحضور وفد رسمي، وجمع غفير من مريدي الزاوية من داخل المغرب وخارجه.
وأردف الاكاديمي عجان الحديد أن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أساس السلوك الصوفي عند المغاربة، صوفيةَ أخلاقٍ ورقائقَ كانوا أمْ صوفيةَ حقائقَ، موضحا أنهم “وجدوا ضالتـهم في السنة العملية وما أينعته من أخلاق وأذواق، كما التزموا نصوص الحديث النبوي واستندوا إليه استشهادا وتمثلا وفعلا”.
وسلط الأستاذ المحاضر الضوء على مجهودات شيوخ التصوف المغاربة في ترسيخ قيم التسامح والتعايش ورفع التحديات والأخطار عن المنطقة، مبرزا مساهمتهم في تقوية الروابط الروحية والأخلاقية في أفق إشاعة قيم الإسلام المعتدل.
كما نوه “بحَرِصَ المملكة المغربُية عَبْرَ التاريخ على مواصلة رعاية المنتسبين إلى الطرق الصوفية بهذه البقاع والعناية بهم من خلال هذا الإرث التربوي الروحي الذي ساهم في نشر وترسيخ قيم السلم والتسامح والوسطية والاعتدال لِيَحْصُلَ اليقين والاطمئنان والسكينة والاستقرار”.
وختم كلمته بالإشادة بالنموذج الديني المغربي في ظل الثوابت الثلاثة عقيدةً وفقها وتصوفا محروسةً بهذه العناية التي تضمن الحماية والحصانة لهذا النموذج الديني المعتدل والذي بوّأ المغرب مكانة جعلته مقصد الباحثين من انحاء العالم وفق منهج معتدل وسطي يحقق السلامة والسلم والأمن والأمان.