Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

إرتفاع وتيرة العمليات الإرهابية بإفريقيا خلال شهر يونيو

أروى بريس 

شهد شهر يونيو 2023م ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة العمليات الإرهابية التي تشنها التنظيمات المتطرفة في إفريقيا مقارنة بشهر مايو الماضي بمعدل 20%؛ حيث سجل هذا الشهر (36) عملية إرهابية تنوعت ما بين تفجيرات واغتيالات، وقد أدى هذا الارتفاع بطبيعة الحال إلى ارتفاع أعداد الضحايا والمصابين والمختطفين خلال هذا الشهر؛ حيث أسفرت العمليات عن سقوط (295) ضحية، و(114) مصابًا، و(70) رهينة، بينما بلغ عدد العمليات في شهر مايو المنصرم (30) عملية إرهابية، خلّفت (268) ضحية، وإصابة (33)، واختطاف (33) آخرين.

وبحسب الإحصائية فقد احتلت منطقة شرق إفريقيا المركز الأول من حيث عدد العمليات وعلى إثرها الضحايا والمصابين؛ حيث شهدت المنطقة المضطربة (14) هجومًا إرهابيًّا أي بما يعادل (38.9 %) من إجمالي عدد العمليات الإرهابية، أدت إلى مقتل (122)، وإصابة (101) واختطاف (30) آخرين. فقد تعرضت الصومال وحدها لـ 8 عمليات منها، أسفرت عن مقتل (58) شخصًا، وإصابة (97)، وأسر (30) آخرين. أما “كينيا” فقد تعرضت لـ (4) عمليات؛ ما أسفر عن مقتل (23) شخصًا، وإصابة (4) آخرين. كما شهدت “أوغندا” عملية واحدة أدت إلى مقتل (41) شخصًا دون وقوع إصابات، فيما تعرضت “إثيوبيا” لعملية واحدة إلا أنها باءت بالفشل فلم يقع على إثرها قتلى أو جرحى.

و لايزال الإرهاب في منطقة الشرق والقرن الإفريقي يشكل تهديدًا كبيرًا للأمن رغم وصول حكومات المنطقة وبالأخص السلطات الصومالية إلى محطة قريبة من القضاء على مليشيا الشباب الإرهابية. وهذا يمكن تفسيره بأن الإستراتيجيات الحكومية في منطقة شرق إفريقيا لمواجهة إرهاب الشباب دفعت الحركة الإرهابية إلى تصعيد تهديداتها في هذا الشهر.

وخلال الشهر جاء إقليم الساحل الإفريقي الذي يشكل مصدر قلق في المرتبة الثانية من حيث عدد العمليات والضحايا؛ إذ شهد (10) هجمات إرهابية، (أي بما يعادل 27.8 % من إجمالي عدد العمليات الإرهابية التي نفذتها التنظيمات الإرهابية في القارة خلال الشهر)، خلفت وراءها (110) قتيلًا، و8 مصابين، حيث كان لـ بوركينافاسو منها (7) عمليات إرهابية سقط على إثرها (101) قتيلًا و(5) جرحى.

وتعرضت “النيجر” لـحادثين إرهابيين أسفرا عن مقتل (7) مدنيين دون وقوع إصابات. أما “مالي” فقد شهدت عملية وحيدة أدت إلى مقتل (2) وإصابة (3) آخرين. ويرجع السبب في تصاعد العمليات الإرهابية في منطقة الساحل أنها تواجه العديد من التحديات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية المتقاربة والمعقدة، على إثر حالة عدم الاستقرار السياسي المتزايدة، والتي من شأنها تقويض الظروف اللازمة لتحقيق مؤشرات السلام الإيجابي في المنطقة، مما يؤدي إلى محاصرتها في دوامة من العنف والضعف.

أما منطقة غرب إفريقيا فقد جاءت في المركز الثالث، إذا هاجمها تنظيمي “داعش غرب إفريقيا” و”بوكو حرام” الإرهابيين بـ 8 عمليات إرهابية، (أي بما يعادل (22.2 %) من إجمالي عدد العمليات الإرهابية)، تمركزت جميعها في نيجيريا، وأسفرت عن سقوط (59) قتيلًا، وإصابة (5) بجراح، فضلًا عن اختطاف (40) آخرين. و على الرغم من أن التنظيمات الإرهابية في غرب القارة تشن هجمات منسقة في بعض الأحيان، إلا أنها تتقاتل فيما بينها من أجل السيطرة على الموارد، الأمر الذي يدفع الملايين إلى الفرار واللجوء إلى أماكن أخرى بحثا عن الأمان.

وفيما يتعلق بمنطقة وسط إفريقيا فقد جاءت في المركز الأخير، حيث تعرضت المنطقة لـ (4) هجمات إرهابية (أي بما يعادل (11.1 %) من إجمالي عدد العمليات الإرهابية)، أدت جميعها إلى سقوط (4) من الضحايا، دون مصابين. فقد تعرضت “الكونغو الديمقراطية” لـهجومين تبناهما متمردو “القوات الديمقراطية المتحالفة” التابعة لتنظيم “داعش”، مما أسفرا عن مقتل شخصين. وتعرضت “الكاميرون” لهجومين مماثلين لقي خلالهما (2) من المدنيين مصرعهما. أما من حيث جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية في إفريقيا فقد بلغ عدد القتلى من العناصر الإرهابية (467) قتيلًا و(15) معتقلًا، فضلًا عن استسلام (83) من العناصر الإرهابية. ففي منطقة غرب إفريقيا أدت جهود الجيش النيجيري في مكافحة حركتي “بوكو حرام” و”داعش غرب إفريقيا” إلى تحييد (201) عنصر واستسلام (73) من العناصر الإرهابية. وفي شرق القارة وتحديدًا في الصومال، قتلت الحكومة (160) من مقاتلي حركة “الشباب” الإرهابية، واعتقلت (15) آخرين، فيما استسلم (10) إرهابيين طواعية لقوات الجيش. بينما أسفرت جهود القوات الأمنية بمنطقة الساحل عن تصفية (103) من العناصر الإرهابية في بوركينافاسو، و(3) آخرين في النيجر. من جانبه يرى المرصد أن التنظيمات الإرهابية في إفريقيا تستغل الصراعات القبلية والعرقية، ونزاعات الرعاة والمزارعين حول الأراضي والمواشي، في استقطاب بعضهم للاستقواء بهم على الحكومة.

ومن ناحية أخرى تقوم هذه التنظيمات بتكوين نقاط ارتكاز إستراتيجية لها على الحدود، لتسهيل الهروب من المطاردات الحكومية من جهة، وتسهيل عمليات تهريب السلاح والمرتزقة والإرهابيين والمخدرات والأموال والبضائع بين الحدود لتمويل عملياتها من جهة أخرى.