أروى بريس
قال تقرير التجارة الخارجية للمغرب الصادر عن مكتب الصرف إن قيمة التبادل التجاري بين المغرب والجزائر انخفضت 64% في العام الماضي إلى 2.5 مليار درهم.
وتراجعت صادرات الرباط إلى الجزائر خلال العام الماضي بنحو 22% إلى 806 ملايين درهم ، كما انخفضت وارداتها بنسبة 71% إلى 1.69 مليار درهم.
ويبدو أن التجارة تأثرت بين البلدين بسبب العلاقات المتوترة بينهما، والتي بلغت قطع العلاقات الديبلوماسية من طرف الجزائر عام 2021.
وقال وزير الخارجية الجزائري آنذاك رمطان لعمامرة، إن قطع العلاقات مع المغرب لا يعني تضرر المواطنين الجزائريين والمغاربة المقيمين في البلدين، مشيرا إلى أن القنصليات ستمارس دورها المعتاد.
واتهم لعمامرة المغرب بارتكاب “أعمال غير ودية وعدائية” ضد الجزائر، مضيفا: “لقد ثبت تاريخيا أن المغرب لم يتوقف عن القيام بأعمال غير ودية وعدائية ضد الجزائر”.
في المقابل، أبدى المغرب استعداده أكثر من مرة لإعادة فتح الحدود بين البلدين، وكان آخر هذه الدعوات ما جاء على لسان الملك محمد السادس خلال خطاب العرش الأخير الذي أكد على “أن المملكة لن تكون “مصدر شرّ” تجاه الجزائر.
وأوضح الملك: “نؤكد لإخوتنا في الجزائر بأن المغرب لن يكون مصدر شرّ”، مشيرا إلى أن الرباط تحرص “على إقامة علاقات وطيدة مع الدول الشقيقة والصديقة، وخاصة دول الجوار”.
وتابع الملك محمد السادس في خطابه: “في هذا الصدد، نؤكد مرة أخرى، لإخواننا الجزائريين، قيادة وشعبا، أن المغرب لن يكون أبدا مصدر أي شر أو سوء؛ وكذا الأهمية البالغة، التي نوليها لروابط المحبة والصداقة، والتبادل والتواصل بين شعبينا”.
وكانت صحيفة “جون أفريك” الفرنسية قد نشرت تقريرا حول ماذا سيستفيده البلدان في حالة فتح الحدود، مشيرة إلى أن الجزائر والمغرب ستزيدان من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 35٪ و 30٪ على التوالي، وفق ما نقلته عن البنك الدولي.
وذكرت الصحيفة ذاتها أنه في عام 2023 ، ووفقًا لتقرير اقتصادي نشرته مجموعة Crédit Agricole، فإن شمال إفريقيا هي الأضعف في العالم من التكامل التجاري الإقليمي، وهي معطيات تؤكد دراسة للبنك الدولي تعود إلى عام 2014 ، والتي تظهر أن المنطقة تفقد نقطتين على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي كل عام، بسبب الخلاف بين المغرب والجزائر.
مع إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (Zlecaf) – التي تهدف إلى إزالة الحواجز الجمركية وغير الجمركية على السلع والخدمات المتداولة – من المرجح أن تزداد تكلفة الفرصة البديلة.
وفي السياحة، أشار المصدر ذاته إلى أنه على الرغم من إغلاق الحدود البرية، فإن المغرب من بين الوجهات الأكثر شعبية للجزائريين، إلى جانب تونس وتركيا وإسبانيا. وقال إن المملكة تستقبل سنويًا ما لا يقل عن 100000 سائح من الدولة المجاورة.
وأوضحت أن هذا الرقم لا يزال متواضعا بالنظر إلى 13 مليون سائح الذي تم الترحيب بهم في عام 2019، لكن حماس الجزائريين لهذه الوجهة لا يمكن إنكاره. إذ أشادت صحيفة ليكسبرسيون الجزائرية في عام 2014 ، بـ “حسن استقبال الشعب المغربي ، الذي لا يزال على الرغم من التوترات السياسية ، قريبًا دائمًا من الشعب الجزائري”.
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن فريد بلحاج ، نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، الذي تحدث مؤخرًا عن هذا الموضوع، إذ أوضح أن آفاق التعاون بين الجزائر والمغرب لا حصر لها. على سبيل المثال، مع الهيدروجين الأخضر ، يمكن أن يشكل هذان البلدان وحدهما قطبًا رائدًا على المستوى العالمي.
وقال بلحاج: “لسوء الحظ ، طغت الفوارق السياسية على الفرص الاقتصادية الهائلة”.
وكان نائب رئيس البنك الدولي قد صرح لإذاعة مونت كارلو عن رغبة البنك الدولي الدفع لتشجيع الشراكة الاقتصادية بين البلدان المغاربية سيما بين الجزائر والمغرب.