يونس لقطارني
البؤساء و الفقراء والمهمشين و المحكورين و المهاجرين وابن السبيل وحدهم يطلقون تنهيداتهم وحسراتهم ليل نهار صيفا وشتاءا ،ويقولون (لو) لم ننتخب هؤلاء اللصوص والسرّاق والفاسدين والمخادعين الذين يلبسون الانتخابات التشريعية جلباباً وتصيداً لما كان هناك بؤس وفقر وحرمان . . . !
ويقولون كما قال اباؤهم الاولون (لو) كانت حكوماتنا الموقرة تمتلك ذرة من الضمير والنزاهة وتخاف الله وتحترم شعبها وتهتم بفقراءنا واطفالنا اليتامى مثل حكومات (دول الله في بلاد الله) لأصبحنا بلا شك في مصاف دول العالم المتقدمة ولما تغربت وهاجرت الاف العقول المبدعة ولما نامَ على ارصفة الطرقات عشرات الفقراء والبؤساء والجياع، ولأصبحنا افضل دول العالم في مجال حقوق الانسان والحيوان . . .!
وبين الـ (لو) وامنيات العمر الخائب ضاعت واحترقت سنوات العمر ونحن نردد صدى الـ (لو) التي زرعناها ولم نجني منها سوى الندم والحسرة والعذاب . . .!
لو كانت الـ (لو) جياداً لأمتطاها الشحاذون” و اللاهتون وراء المناصب الوزارية ولو تحالفوا مع شيطان الجن والانس من اجل الريوع السياسية والمصالح الشخصية. . . .!
الشعب المغربي احرقَ عمرهُ وهو يدفع فاتورة عذاباته في مغامرات ليس له فيها ناقة ولا جمل ـــ انه فقط يطلق الحسرات والزفرات المعّتقة بتنهيدة الـ (لو).
(لو) لم تأتي الديمقراطية العرجاء على عربات يجرها حصان الاحزاب السياسية الفاشلة ويفصلها وفق مقاساته لما سرقَ لصوص الديمقراطية قوت اطفالنا و ثروات بلدنا .
نحن اكثر شعوب الأرض نمتطي صهوة الأمنيات والتمنى الفارغ من الاحزاب السياسية ونطلق زفير (أمنيات مُفلس) من خلال تعلقنا الدائم والمفرط بمفردة (لو) التي جعلتنا نرقص على موسيقى التمنى ونركض وراء سراب نحسبه ماء . . !