Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

مؤتمر الإيسيسكو الدولي حول الفارابي يختتم أعماله بإصدار توصيات لتثمين إرثه العلمي

أروى بريس 

بعد يومين من النقاشات الفكرية والعلمية الثرية، شهدتها الدورة الأولى من المؤتمر الدولي حول علماء العالم الإسلامي، التي عقدتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بشراكة مع وزارة الخارجية بجمهورية كازاخستان ممثلة في سفارتها بالرباط، تحت عنوان: “الفارابي وإسهاماته عبر التاريخ الإنساني”، اختتمت الدورة أعمالها بإصدار مجموعة من التوصيات لتثمين ونشر الإرث المعرفي الكبير للعلامة الفارابي في مختلف مجالات العلوم.

وتضمنت توصيات المؤتمر، في ختام أعماله اليوم الخميس (12 أكتوبر 2023)، عقد منتدى دولي حول إسهامات علماء العالم الإسلامي في العالم، ودعوة وزراء التربية في العالم الإسلامي لإعداد وثيقة مرجعية حول تضمين التعريف بالعلماء والفلاسفة المسلمين في المناهج الدراسية، وإعادة نشر مؤلفات الفارابي في شكل أعمال كاملة مرفوقة بـ”معجم اصطلاحات الفارابي”، وتنظيم ورشة عمل حول الدراسات الفارابية، وترجمة الأعمال العلمية حول الفارابي من وإلى اللغة العربية، وإنشاء منصة مرجعية مفتوحة خاصة بالفارابي على الإنترنت، وتنظيم مهرجان الفارابي للعازف الشاب، وتكوين لجنة علمية متعددة الاختصاصات لإعادة تحقيق ونشر كتاب الموسيقى الكبير.

وفي كلمة بالجلسة الختامية للدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، التي ألقاها نيابة عنه الدكتور محمد زين العابدين، رئيس قطاع الثقافة والاتصال بالمنظمة، أكد أن الإيسيسكو ستنشر بلغاتها الثلاث المعتمدة (العربية، والإنجليزية، والفرنسية) ما تمخض عنه هذا المؤتمر من دراسات رصينة جادة، وستعمل على تنفيذ توصياته، مشيرا إلى أن النجاح الذي حققه المؤتمر يحفز على الاستمرار في هذا النهج والتعريف بعلماء العالم الإسلامي ودورهم في مختلف جوانب الحضارة الإنسانية.

وأعلن أن الدورة الثانية من المؤتمر الدولي حول علماء العالم الإسلامي ستكون حول أبي يوسف يعقوب إسحاق الكندي، الذي توفي سنة ولادة العلامة الفارابي، مقدما الشكر والتقدير إلى جمهورية كازاخستان وسفارتها في الرباط على التعاون في عقد المؤتمر.

ومن جانبها، عبرت السيدة سوليكول سيلوكيزي، سفيرة كازاخستان في المغرب، عن شكرها للإيسيسكو ولجميع المشاركين والباحثين الذي أسهموا في إثراء النقاش خلال جلسات المؤتمر، مشيرة إلى أنه مبادرة مهمة تساهم في نشر إرث الفارابي الكبير، هدفت إلى فهم الأسس الروحية والفلسفية لازدهار المجتمعات الحديثة.

وفي مداخلته، أكد الدكتور عبد الإله بنعرفة، نائب المدير العام للإيسيسكو، أهمية الدور الكبير الذي لعبه الفارابي في التأصيل للفكر الإنساني من خلال إسهاماته العلمية القيمة، موضحا أن إرث الفارابي في المجالات المختلفة يتميز بكونه نابع عن خبرة حياتية وتجربة شخصية ثرية.

وعقب ذلك تم تسليم شهادات المشاركة في المؤتمر إلى الباحثين والأساتذة والخبراء المتحدثين خلال الجلسات المختلفة.

كانت أعمال اليوم الثاني من مؤتمر الفارابي شهدت عقد الجلسة الثالثة، والتي تناولت فلسفة الموسيقى والجماليات عند الفارابي، فيما دارت الجلسة الرابعة حول التجديد في الدراسات الفارابية، وقد تخللت الجلستين نقاشات ثرية، طرح فيها الحضور عددا من الأسئلة على المتحدثين، حول إسهامات الفارابي العلمية والفكرية.