حوار تيفي – بروكسيل
بعد سنوات من الركود بسبب كورونا وأزمات أخرى عرفتها بروكسيل عادت من جديد لأنشطتها الثقافية العربية. كانت المناسبة هو حفل توقيع ديوان زجلي مساء الجمعة 27 أكتوبر 2023 للشاعرة فاطمة مخفي، صدر مؤخرا بباريس تحت عنوان “خيط الما”. بحضور متميز من مثقفين عرب ومغاربة من المغتربين من بروكسيل ومدن أخرى مجاورة ببلجيكا.
الشاعرة فاطمة مخفي شاعرة وإعلامية كانت تنشط برنامجا إذاعيا ” أهل الطرب” براديو المنار سابقا قبل تحويله إلى راديو أرابيل. كما أن هذا الديوان لا يعد هو ديوانها الأول بل سبق أن نشرت قبله ديوانا زجليا “المصيدة” وآخر من الفصيح ” قصائد جنون”.
حفل التوقيع كان على إيقاعات نقدية، شعرية، فنية واجتماعية من تسيير وتقديم الأستاذة نعيمة بن الطيب.
فمن الناحية النقدية، كان للأستاذ فؤاد اليزيدي كلمة حول الجوانب الفنية والأدبية بالديوان كما تدخل الأستاذ عزيز المكيشري معرفا بمسار الشاعرة وأسلوبها الشعري الذي تكتب به سواء الفصيح أو الزجلي. كما شارك مجموعة من المثقفين في نقاش متنوع حول أصالة الزجل وتاريخه وعلاقته بالشعر العربي الفصيح تأثيرا وتأثرا وقرب وبعد.
أما من الناحية الشعرية فقد قامت الشاعرة بعدة قراءات في ديوانها الزجلي مصحوبة بنغمات العود من أداء الفنان عزيز حوري. بعدها رحبت المسيرة ببعض الضيوف من الشعراء للإبحار مع الشاعرة في قراءات زجلية ماتعة.
بعدها قامت الشاعرة بالتوقيع على ديوانها للضيوف الذي اقتنوا الديوان بهذه المناسبة وسط أجواء اجتماعية وروح أخوية ودفء عائلي على مائدة الشعر …
وكان الختام على إيقاع حفلة فنية نشطها الحضور بأداء رائع للفنان عزيز حوري. على أمل الحضور في حفل ثقافي قريب بهذه العاصمة الأوربية التي تنشط بها الحركة الثقافية بقوة سواء بشقها المحلي الفرانكفوني والفلاماني أو بما تزخر به من ثقافات وافدة خاصة الثقافة العربية التي تحظى باهتمام كبير في الآونة الأخيرة.
بالنسبة لانطباعي الشخصي بعد قراءتي للديوان المهدى لي من طرف الشاعرة “خيط الما” فإني أعجبت بتيمة “الماء” في ديوانها والذي عبرت عنه باستعارات متنوعة. لكنها خاطبته في مكاشفة مباشرة جميلة محاولة التقرب منه أكثر عله يجود عليها بقطراته الباردة، ويروي عطشها من المعنى وأسراره:
سرج عودك يا قلم
سرجو ورخيلو لجامو
وخليه فساحة لكلام
يحرك حراكتو
مع تحيات محمد الحراق