يونس لقطارني
كل عيد وكل عام وكل مناسبة تھل على الأمة الاسلامية والعربية، تنھال علينا التباشیر وصور واغاني و التھاني و تزیّن التبریكات منشورات مواقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك والتويتر وكل الفضاءات والمجموعات،،، كل عام و نحنّ نتجمل بالعكر فوف الخنونة و نجامل بعضنا بجمیل العبارات و وردي الأمنیات ، بینما – الأمة – تمر بأتعس و اكفس و أحلك الظروف من التشرذم و الفُرقة وهوانها على الامم، الامة تُسفك دماؤھا كل لحظة و تُزھق أرواح أبناءھا و نسائها وشيوخها بأبشع أنواع الآلة الحربیّة و بتحالفات إسلامیّة /غربیّة ممزوجة بذل صارخ و انبطاح فاضح للأعداء و بتطبیعات مھینة مع الكیان الصھیوني…
ّ تبریكات و تھاني و الأمة تعاني التخلّف و الجھل و التبعیّة ، ثرواتھا تنھب على مدار الساعة ، إقتصادھا منھوك دائما تعتمد على غيرها ، فقر ضارب عند السواد الأعظم فیھا و ثرى خیالي عند نخب سياسية فاسدة و مجموعات انتهازية طاغیة مما نتج عنه أن ھذه الأمة ھي دوما الأكثر مدیونیّة عالمیّا بسبب حكومات فاشلة، تعلیمھا في أسفل سافلين لا یصلُح ولا يصلح ولا ینفع و ھویّتھا مسلوبة و ثقافتھا ممسوخة ھجینة لا شرقیّة و لا غربیّة لا يضئ زيتها الجوانب المضلمة فى شعوبها .
ّ أمة ضیّعت مكارم اخلاقها و داست على خصالها الحميدة و تناست باریھا و فرطت في دینھا الذي ھو عصمة أمرھا ، أمة ھجرت كتاب الله و تركت ھدي رسولھا وراء ظھرھا حتى اصبحوا السفلة يتجرأون على نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، امة أقبرت تاریخھا و أمجادھا فضاعت و ضیّعت ،،، أمة ساساتها خانوا العھد و باعوا الدّین و العرض و الأرض و داسوا على شعوبھم لیقایضوھم – جملة و تفصیلا – بمصالح شخصیّة ودولارات امريكية .
ّ فھل مع ھذا و أكثر تكفي التبریكات لتغطیة سواءاتنا ؟ ھل تكفي لتضمید جراحات فلسطين الحبیبة سوریا والعراق ولبنان و الیمن و الصومال والسودان وافغانستان و باقي أرض و بلاد الإسلام ؟؟.
ّ ھل سنبقى نتبادل التھاني أو نتذاكر التعازي و نتداول التطاحن على أوھام و ترھات زرعتھا و تزرعھا یومیّا مخابرات و عملاء الأعداءّ الذین یجیدون و یتقنون زرع الفتن في الأمة و فصلھا عن حاضنة الدّین و الھویّة ؟؟؟.