بقلم – يونس لقطارني
بن سليمان المدينة المهمشة المنسية وسط خريطة المُدن المغربية ، مدينة قليلٌ من يعرف أين توجد والكثير يجهل مكان تواجدها … أصابها تسونامي الفساد الجارف.. وفتك بها الزلزال السياسي الخارف..و جعلها أثرا على عين و أصبحت ساكنتها تحت انقاض التهميش و الاقصاء الممنهج .
ففي الوقت الذي بلغت فيه حاضرة المدينة الخضراء ذروتها من الفقر و الهشاشة وارتفعت نسبة البطالة و الاجرام وتوقفت عجلة التنمية بتوقف عقارب الساعة وشرملت الشوارع بأشغال الشركات والحفر ..وأصبحت الحدائق و الشلالات أراضي قاحلة جرداء تتبول فيها الحيوانات الاليفة ..وتحولت المساحات الخضراء الغولف والغابة و القدس إلى تجزئات سكنية تذر الملايين على أصحابها ..وانهارت الابراج ..ومات المشردون من شدة البرد في الشوارع ومات أبناء المدينة غرباء بمستشفيات الرباط والبيضاء ، وفي حفر الواد الحار بالدور الناقصة التجهيز وشردت أرامل و أسر بقرارات الهدم الجائرة .
مازالت سياسة “كولو العام زين” تطبق على مدينة بنسليمان بمهرجانات تصرف عليها الملايين وتسوق الوهم عن مدينة مكلومة منكوبة يضعون عليها المكياج والعكر لغيروا الواقع المرير الذي تعيشه المدينة في شتى المجالات …بن سليمان التي تخلفت عن ركب التطور كباقي المدن إثر سنوات عجاف مرت بها تحولت خلالها الى بقرة حلوب وتحول المسؤولين والمنتخبين فيها إلى أثرياء بدون حسيب أو رقيب .
والأن لا تعرف في مدينة بنسليمان إلا لغة الخشب في الندوات والإجتماعات ، والمزيد.. المزيد من المهرجانات التي ينتفع بها المنتفعون ..مهرجان التبوريدة تصرف عليه الملايين ..مهرجان العطية الذي لا يمت لفن العطية بصلة تنظمه جمعية طمست تاريخ المدينة من اجل أن تظفر بالملايين.
مهرجانات لا ينتفع بها إلا أصحابها ..والضحية هي المدينة الخضراء التي شهدت ومازالت تشهد على فسادهم ونفاقهم وزيف تخريجاتهم حتى أصبحت بنسليمان مدينة الأشباح ، مدينة الفقر ..والمهرجانات وبعض الحيوانات .