Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

نساء غزة يصنعن ما عجزَت عنه الدول العربية

يونس لقطارني 

في غزة نساءٌ يعلِّمن الأمة رجولةَ الميادين لا رجولةَ السوسيال و الديجيتال وتيكتوك و الفيسبوك ، رجولةَ الشهامة في الدفاع عن غزة و المقدسات المحتلة؛ التي ماتت على عتباتها مروءةُ الكثيرين؛ بدءاً من حكام خلعوا ثوب عروبتهم وإسلامِهم، مُروراً بشبابٍ و شبه رجال يترنّحون في ملذّات الحياة بين المقهاي و الملاهي و الصالونات؛ والذين كان شعارُهم (للبيتِ ربٌّ يحميهِ)، بلا عُدّة ولا إعداد ولا تجهيزٍ للمواجهة مع العدو؛ الذي استباح المقدسات الإسلامية، واستحلَّ الحجر والشجر وحتى الأثر.

في غزة تغيبُ الحزبية الساسية البغيضة و الصرعات القبلية و تموت الايديولوجيات؛ ليكونَ حبُّ الوطن والدفاعُ عن المقدساتِ هو المحرّك والدافعُ الذي تشارك فيه المرأةُ والرجلُ والطفلُ والشيخُ والشابُّ على السواء، بل وتَخرج عائلاتٌ بأكملها دفاعاً عنه. في غزة تغيبُ معايير التديُّن والالتزامِ؛ حينما يكون الحديث عن غزة ؛ فيَهُبُّ للدفاع عنها كلُّ من كانت لديه نخوةٌ بعيداً عن درجة تدَيُّنِه، وحتى شكلِ تديُّنِه ومظهرِه الخارجي.

في غزة امرأةٌ واحدة تصنع ما عجزَ عنه ملايين من رجالات الأُمة في رباطها على عتبات غزة، تاركةً حياتها الشخصية خلفها، في غزة امرأةٌ تصنع الطعام والشراب للمرابطين الذي يقدِّمون أرواحهم لها، في غزة امرأة عرفتْ أنّ قُدسَها جزءٌ من عقيدتها التي لم تفرّطْ بشيء منها مَهما كان الثمن.

في غزة نساء أعدْنَ صياغة التاريخ بمِدادِ دمائهنَّ وعروبتهنَّ وإسلاميتهنّ؛ بصبرٍ تَجاوز الحدود والسدود، تركنَ دفءَ البيت والعائلة؛ يتقدّمن صفوف المرابطين ليدافِعنَ عن كرامة الأُمة.

سلام على أرواح الشهداء الذين ارتقوا في غزة ، لقد فارقوا الحياة لحياة يقام حينها العدل والميزان عند رب رحيم، وسيعلم الذين انقلبوا أي منقلب ينقلبون.