الدكتور أحمد الفراك
لا عليك، بل عليك!
لا عليك
وأنت تتابعُ أحداث العالم اليوم فتسوؤك وقائع الظلم والكيد والتطفيف
فهذا هو تاريخ بني آدم، لا يخلو زمان من قومٍ ظَلموا وأناسِ ظُلموا،
والظالمون ليسوا سواء، منهم الظالمُ الذي تكفيه سرقة الثروات، ومنهم الظالم الذي لا يرى غيره يستحق الحياة،
والمظلومون أيضا منهم ومنهم؛ منهم المظلومُ المناهض للظلم، ومنهم المظلومُ المنهزمُ المخذول، المناهضُ وحده يصنع الأمجاد، أما المنهزم فيجرفه غثاء الواد.
بل عليك…
أن تعي ما يحدث في العالم من حولك، فما يحدث له وجهان: وجهُ الحكمة ووجه الواجب: وجه الحكمة فوق تدبير البشر، ووجه الواجب هو الأمر المنتظَر.
وما فوق تدبيرك يقتضي منك الاعتبارَ بلا إنكار، ووجهُ الواجب يقتضي منك العملَ بلا انتظار.
بل عليك
أن تؤدي واجبك ولكن بهِمَّه، وتنتزعَ حقك ولكن بحكمه، وترفضَ الظلم ولو بكلمة.
فالواجب لا ينجزه السفهاء، والحق لا يضمنه الكبراء، والمجد لا يصنعه الجبناء.
ولذلك لا عليك كيف هم وأين هم؟ بل عليك أنت أين؟ وأنت من؟