يونس لقطارني – أليكانتي
يؤدي المسجد دورًا روحيًّا وعلميًّا بارزًا في الإسلام، فهو بيتُ الله تعالى، وأشرف البقاع، وخير الأماكن لتربية المسلمين، فالمسجد هيئة إسلامية عظيمة تفُوق جميع الهيئات؛ إذ يلعب دورًا كبيرًا في إصلاح المجتمعات، فلا يمكن إصلاح المجتمع إلا بتفعيل دور أكبر مؤسسة وأعظمها على وجه الأرض، وهو المسجد؛ لأنه يُربّي المجتمع تربيةً إيمانيةً متكاملةً.
ولا تخفى أهمية قيام المساجد بدورها الحيوي في محاربة خطاب التطرف والكراهية، خصوصًا عند فئة الشباب؛ لحمايتهم من براثن الجريمة والتطرف والانحراف عن الجادة، وذلك بما تقدّمه من خدمات للمسلمين في المجتمعات الغربية؛ من دروس تعليم اللغة العربية، ومبادئ الإسلام الوسطي.
وفي ظل متابعة جريدة أروى بريس للأنشطة التي يقوم بها المركز الإسلامي النور بأليكانتي في سبيل التعريف بالإسلام، ونشر قيمه السمحة، وتفعيل دور المسجد في مواجهة التطرف، ونشر ثقافة الوسطية والاعتدال، والعمل على ترسيخها في أذهان المسلمين هناك، وتوضيحها لغير المسلمين.
و في تصريح أكد السيد صالح العنتري رئيس المركز الاسلامي،ونائب رئيس المجلس الأعلى بولاية فالنسيا حرص الجالية المغربية المتجدد على قضائهم هذا الشهر الفريد في أجواء مغربية بالأساس، من خلال استحضار العادات والتقاليد المغربية الخاصة بهذا الشهر، لافتا إلى “أهمية المبادرات التي تقوم بها المملكة المغربية الشريفة فيما يخص إيفاد بعثات دينية إلى الخارج”.
و قال السيد العنتري إن “إرسال الأئمة والمقرئين إلى حيث يقيم مغاربة العالم يأتي ضمن مهام مؤسسة إمارة المؤمنين في حفظ الأمن الروحي للمغاربة نظراً لكون الجالية المغربية المقيمة بالخارج تعدّ مكوناً مهماً من مكونات الأمة المغربية وجزءاً لا يتجزأ من المجتمع المغربي”.
و لفت العنتري، في تصريحه لأروى بريس ، إلى “حرص المغرب على ترسيخ أواصر العلاقات بين الجالية المغربية ووطنها الأم المغرب وهويتها الدينية والوطنية”، مضيفا أن “المملكة المغربية دأبت في كل رمضان على إرسال عدد من الأئمة والمقرئين لتعزيز ارتباط الجالية بالبلاد، لاسيما خصوصيات الهوية الدينية القائمة على المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية وتصوف الإمام الجنيد ومؤسسة إمارة المؤمنين”.
وشدد على خدمة الأمر “لنموذج الوسطية والاعتدال في تدين المغاربة، إلى جانب قيم التسامح والتضامن والتواصل والسلم والانفتاح، وهي القيم التي يتقاسمها المغرب مع عدد من الدول الغربية، ويتحلى بها المغاربة في الخارج، وهو ما ساعدهم على الاندماج الإيجابي في المجتمعات المضيفة، مع حفاظهم على أصالة هويتهم وتشبثهم بالثوابت الدينية والوطنية للمملكة المغربية”.
وأضاف السيد العنتري أن “إرسال الأئمة يمثل خطوة استباقية لمحاربة كل تيار دخيل أو مشوش على نمط التدين المغربي القائم على الكتاب والسنة، ومنع أي محاولة لزعزعة عقيدة مغاربة الخارج، خاصة مع تنامي تيارات الإلحاد الجديد وحركات التطرف العنيف وتيارات المد الشيعي وغير ذلك مما قد يحمل ضرراً بهوية هؤلاء المغاربة”.