أروى بريس
انعقد أمس الخميس بمدينة بروكسل، بمبادرة من فيدرالية FMDO لجمعيات المهاجرين الديمقراطية، لقاء حضره فاعلون جمعويون من اصول مغاربية و إفريقية و عربية، لتدارس الوضع السياسي الذي خلفته نتائج انتخابات 9 يوليو الماضي. و نذكر ان الناخب الاوروبي ،بشكل عام ، منح ثقته و بكثافة إلى القوى السياسية اليمينية المتطرفة و القوى اليمينية التي شددت خطابها المعادي للأجانب و تحميلهم المسؤولية في الازمة التي تعرفها كثير من الدول الأوروبية على مستوى الأمن و الرواج الكبير للمخدرات و العنف في المدارس و عدم احترام المبادئ العلمانية في الفضائات العامة علاوة على الضائقة الاقتصادية و أزمة القيم كما يقول كثير من الناطقين باسم القوى اليمينية و اليمينة المتطرفة.
و قد تم تبادل الأفكار حول الوضع السياسي و القلق الاجتماعي العام الذي بدأت تشعر به كثير الجاليات المهاجرة و المواطنون الأوروبية ذوي الأصول الأجنبية بسبب الجرأة التي أصبح يتسم بها خطاب القوى المعادية للأجانب في التعبير عن أفكارهم و عدائهم بطريقة مباشرة.
و تسائل المشاركون في هذا اللقاء عن الأسباب التي أدت إلى هذه التغيرات التي تعرفها اليوم جل المجتمعات الاوروبية في رفضها المتصاعد لكل ما هو أجنبي، و تراجع قيم التعايش و التسامح و احترام الآخر. كما أشار الحاضرون إلى الدور السلبي للإعلام الذي أصبح في كثير من الحالات في أيدي أصحاب الثروات المتعاطفين مع الأفكار المعادية للأجانب بشكل عام و بتميز الكثير منهم بحنينهم إلى الحقبة الاستعمارية و احتقارهم للثقافات و الشعوب الغير أوروبية. كما اكد الحاضرون على ضرورة انخراطهم كفاعلين جمعويين في كل المبادرات الهادفة إلى التعبير عن مواقفهم في مواجهة كل المغالطات و الأكاذيب التي تنشرها بعض الأوساط ضد الأجانب و التواصل مع القوى الديمقراطية الحية و منظمات المجتمع المدني و التحالف معها في التصدي لما تدبره القوى المتطرفة من سيايات عمومية لا تحمد عقباها.
و في الختام اتفق الحاضرون على الاجتماع من جديد ،في فتح يوليوز المقبل للمزيد من تبادل الأفكار و توسيع دائرة المشاركين بغية تحديد خارطة طريق لعمل مشترك و هادف.