Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

الجالية المغربية والأماني الفارغة من المشاركة السياسية

يونس لقطارني-اسبانيا

عزيزتي الجالية المغربية في كل بقاع العالم ، اكتب إليك ويعتريني العار والخجل من نفسي، إذ إني سمعت عنك الكثير الكثير، أدركت ضرورتك في المشاركة السياسية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وحتى الرياضية وبناء وتقدم المجتمعات الديمقراطية، أدركت ماهية وجودك وضرورة العمل للحفاظ عليك كأساس وادات للتنمية و الاستقرار وتحقيق الآمال الوطنية المرجوة من قبل أي شعب في أي بقعة في العالم، أدركت كل شيء يتعلق بك نظريا، إلا إنني في بلدي الحبيب لم أعرف ولم ألمس إلا اسباب انعدام تحققك على الأرض منذ تأسيس دستور 2011 وتأسيس مجلس الجالية المنتهي الصلاحية ، فكل السياسيين والجمعويين المنظرين باسمك صادقون عند الكلام إلا أنهم عند الفعل يخجل الكذب نفسه من كذبهم، إلى درجة أن كذبهم بات مكشوفا تعتريه اللامبالاة هو كذب يختص به منظريك في المجالس الحكومية والاحزاب السياسية والجمعيات الحقوقية والهيئات الدبلوماسية وبعض القنصليات والسفارات المغربية وأصحاب اثاي وغريبة و الموسيقي الشرقية وزد عليهم حتى من يبيع ويشتري في الجالية في السر والعلانية.

عزيزتي الجالية المغربية ، كنت آمل أن اكتب اليك طلبا بالتعرف عليك الا انني حين أدركت أن أملي لن يتعدى التمني قررت أن اشرح لك وضعك ووصفك وآليات استخدامك في بلدي، إذ إنك أصبحت سلعة رخيصة بيد السياسيين الفاشلين اصحاب المصالح الشخصية الضيقة ، كلهم ينادون بك وبضرورة تحقيقك ومن جهة أخرى كلهم يطعنوننك ويتكلمون باستحالة تحقيقك لأن اطرافا داخلية غيرهم تسعى لضربك في الصميم لكنهم يدركون أننا كجالية ندرك أن كلهم اطراف خلاف ومصالحهم فوق المصلحة العامة مصلحة الجالية المغربية ، وانت مصلحة عامة لا تنسجم ومصالحهم الانتهازية، في بلدي الجالية المغربية أصبحت شعارات فضفاضة للانتخابات وعنوان خطابات شعبوية غوغائية لم نعد نسمعها حتى فى عهد الهنود الحمر ، في بلدي أصبحوا لا يبالون بك وبضروراتك وأداروا ظهورهم اليك حتى لإمكانية تحقيقك في أدنى المستويات المطلوبة، حتى اصبحت أمنياتك ادنى من كونها أمنيات، وتحولت احلامك الى اوهام ندرك داخليا أنها لن تتحقق فلا نسعى حتى الى محاولة تحقيقها، في بلدي هرب الحلم منك وسادت اللامبالاة بكل تجلياتها حتى وصلت الى درجة أن نصفق دون أن نسمع وان نصدق الكذب دون اكتراث، ردة فعلنا باتت لحظية يسودها الصمت سريعا.

عزيزتي الجالية المغربية ، ربما نحن لا نليق بك كابناء الجالية ، فنحن لم نحاول أن نفرضك ولو مرة واحدة ولا زلنا ننتظر أمزجة سياسيينا في كل شيء حتى في اليات التلاعب بنا وبمستقبلنا حتى اصبحت مسألة وجود مستقبل لنا مشكوكا بها، ونبحث عن فرص خارج حدود وطننا وكأن وطننا اصبح محطة انتقال ليس أكثر لا نبالي به، إذ لا مصلحة لنا به هو وطن السياسيين الفاشلين وأبناءهم وبعض من اذنابهم ، فلم يعد هناك مبررا لوجودنا اذ إننا مقبرة للأحلام هدامين للآمال نعشق الأمر الواقع ولا نسعى إلى تغييره نحن عبيد التغيرات نتلقى ولا نفعل نتأثر ولا نؤثر، نصر على تحزباتنا وكأننا نقدم للعصر كله إقرارا بأننا لا نقوى إلا على التغني بالماضي وأكتافنا أصغر من تحمل شيئا للمستقبل، لم نكتفي بتمزقنا الفكري والوطني والاجتماعي بل قمنا بتمزيق الوطن أيضا، وسلمنا بالأمر الواقع ثانية وأدرجنا شعارك ضمن أجندتنا المجمدة كقضية التحرر من مجلس الجالية المنتهي الصلاحية، هكذا أصبحنا نكتفي بالفتات ونقسم الفتات الى فتات، ونتقبل الهزيمة طواعية حتى تناسينا أننا نقبع تحت نير احتلال الوداديات و الجمعيات الوهميّة والدكاكين السياسية ، فنحلم بحرية مزيفة وقيادة مزيفة بل وخلافات مزيفة نتستر خلفها كالزبانية .

عزيزتي الجالية المغربية ، أعذريني إذ اثقلت عليك ووضعتك بصورة الوضع في وطني رغم أنك لم تشاركي ولو مرة فى القرارات السياسية، إذ إن معابر عقولنا لعبور المشاركة السياسية اصبحت مغلقة، واعتبري كلامي فضفضة من مواطن ليس أكثر، حتى أني لا أحلم في التغيير، أصبح حلمي التأقلم مع الواقع ليس أكثر، إلا أن هناك تناقضا داخليا كما داخل أبناء جاليتي إذ أن هناك في زاوية دواخلنا شيء ما يصر أن لا يموت شيء يشدنا ولو معنويا لك ربما يكون فتات أمل بأجيال قادمة، فإذا كنا نحن جيل أحرق كالحطب، لا تيأسي من أبناءنا غدا فقد يحملون مشعلا أسقطناه هنا أو هناك، أو قد يرفضوا العيش في ظل ظروفنا فيثوروا حتى يقلبوا الحال على رأس مسببيه، أتمنى رؤيتك في بلدي حتى ولو بعد حين، حتما في حال تحقق سيشتم الراحلون رائحة المودة تختلط بعبق الريح، أعذري لي قلة حيلتي ويأسي وإن نحن أهملنا مستقبل جاليتنا لا تهمليه وابقي ولو امنية في قلب طفل صغير لا زال يملك القدرة على الحلم ولو بعد حين.