Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

شقيق لحبيب بن طالب يكشف تلاعبات خطيرة فى سرقة أراضي الدولة الزراعية بطرق احتيالية عالية

أروى بريس -اسبانيا 

توصلت جريدة أروى بريس بتفاصيل حصرية تكشف تلاعبات خطيرة تتعلق بقضايا تبديد أموال عمومية، كانت حبيسة سنوات طويلة من الصمت والمعاناة والقهر و الحركة .

فضيحة اخرى تنظاف الى سجل البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، و رئيس الغرفة الفلاحية بمراكش، الحبيب بن الطالب، مثل تلك التى فجرتها وسائل إعلام عالمية، بطلها دائما وابدا الحبيب بن طالب  الذي تباهى بفساده أمام وفد من رجال أعمال إسرائيليين بتدخله لإدخال أفراد من أسرته إلى قبة البرلمان وعدد من المناصب العليا في مؤسسات عمومية، وتحكمه في الناخبين بالمنطقة.

وتمادى البرلماني الذي يتولى رئاسة جامعة الغرف الفلاحية بالمغرب، في تباهيه حين أكد للوفد الإسرائيلي- الأمريكي، أنه يستطيع إدخال قطته للبرلمان بعدما نجح في إدخال إبنه وإبنته للمؤسسة التشريعية.

و يبدو أن ديمقراطيتنا العرجاء قد تتعزز، في المستقبل المنظور، بالمواء الديمقراطي حسب ما يُستشَفُّ من حديث البرلماني لحبيب بن الطالب في حضرة وفد إسرائيلي، استضافه في بيته بمراكش. وبما أن البرلمان المغربي لا يخلو من أمثال بن الطالب (وقد يكونون كُثرا)، الذي افتخر بقدرته على إيصال قطته إلى هذه المؤسسة، فلا غرابة إن وجدنا أنفسنا، مستقبلا، أمام فريق برلماني خاص بالقطط. فالأمر لا يتوقف إلا على الإرادة الشخصية للبرلمانيين الذين وصلوا إلى المؤسسة التشريعية بالطريقة التي وصل بها لحبيب بن الطالب وأوصل بها أبناءه؛ إذ من المؤكد أن هذا الأخير ليس الوحيد الذي له القدرة على تمكين قطته من العضوية في البرلمان. وقد يكون لهذا الحيوان الأليف، في المستقبل، فريق بمجلس المستشارين وآخر بمجلس النواب، ليستقيم المواء التشريعي، خاصة وأن الأمر يتوقف فقط على الإرادة الشخصية للبرلمانيين أمثال لحبيب بن الطالب.

وها هو شقيق الحبيب بن الطالب من دمه ولحمه ينفجر فى وجه اخيه بكشف تلاعبات مالية خطيرة استنزفت خزينة الدولة تحت ضغوط اجتماعية  عاشها طوال سنوات طويلة، تجسدا صورة الفساد الدي اهلك البلاد والعباد ، حسب وثائق حصلت عليها “أروى بريس

فى تفاصيل مثيرة وغريبة يحكي شقيق رئيس الغرفة عن تجربته القاسية عندما كان في سن العشرين، حيث تعرض للاستغلال والاحتيال في سلسلة من التعاقدات المجهولة، التي أبرمها دون علمه الكامل بمحتوياتها.

ويصف شقيق لحبيب بن طالب الوضع الكارثي ، “كنت في ريعان شبابي، وانقلب قدري 180 درجة بعدما تم استغلالي واستدراجي لإبرام عدة تعاقدات لحد اليوم أجهل محتواها وتبعاتها القانونية”.

ويضيف متهما شقيقه بالتورط في شبكة او مافيا لسرقة أراضي الدولة الزراعية بطريقة احتيالية احترافية غير قانونية، تم تمويلها بطرق مبشبوهة ترتقي إلى مصاف الجرائم المالية الكبرى عبر أساليب احتيالية غير واضحة وقنوات غير شفافة مما دفع إلى استنزاف أموال عمومية من (…). ويردف شقيق رئيس الغرفة “ كنت شاهدا على هذه الكارثة الاقتصادية والاجتماعية.. صراحة عشت الغبن الاستغلالي والظلم في كل تجلياته من خلال توظيفي في جميع المعاملات التعاقدية من أراضي والآت فلاحية..”..

وكشفت مجموعة من المراسلات والوثائق، الصادرة عن شقيق رئيس الغرفة، عن حقائق صادمة، حيث يقول شقيق الضحية الذي يسكن اليوم شقة للسكن الاجتماعي، “كنت مياوما مضطهدا وعبدا مأمورا عندكم، شاهدا على التهريب والترهيب”.. وبخصوص مبلغ 600 مليون سنتيم، فيقول شقيق رئيس الغرفة المعني بالأمر، “أما المبلغ المزعوم والذي استوعبته ذاكرتي وقدرتي المالية ومستواي الاجتماعي، بعيدا عن الخيال الواسع الذي تتمتعون به يمكن تحديده في مبلغ ستة الآف درهم”.

وقال شقيق رئيس الغرفة، في إحدى مراسلاته الموجهة لشقيقه، بعد مطالبته بالدين، “إن الأساليب البائدة تم تجاوزها، فالسياق الوطني والدولي تغير، وأنتم كممثل للامة، ادرى وأعلم بالإرادة الملكية السامية التي تضع حدا للممارسات التي تفوح منها رائحة الفساد والريع والتسلط على حقوق الأفراد والممتلكات وتدعوا لتخليق الحياة العامة والمكاشفة والمحاسبة، فمعذرة السيد الرئيس، طاقتي المادية لا تتحمل أتعاب محامي لمؤازرتي لكن سندي رجال صدقوا الله ما عاهدوا عليه”.

وأضاف “لا يهمني الثراء الفاحش، بقدر ما يهمني لقاء ربي لكوني كنت مساهما عن غير قصد، وكنتُ لا حول ولا قوة لي، خاتما، قوله، “إذا كان اللجوء إلى القضاء يتطلب العديد من الإجراءات والمساطر القانونية، التي يمكن أن ـأتي يوما، فإيماني باللجوء إلى العدالة الإلهية يبقى دائما مفتوحا إلى السماء، بدون قيد ولا شرط، ويكفي الإحساس بالظلم والاضطهاد”.

و تعتبر تعاونية الحليب الجيد من التعاونيات الرائدة التي ظلت نموذجا لأحد أكثر أساليب التدبير الاقتصادي نجاحا في مرحلة ما بعد الاستقلال، وباتت اليوم توصف بكونها أحد أبرز ملفات الفساد. أسئلة كثيرة تُطرح حول مآلات تعاونية كانت تنتج في وقت من الأوقات ما يربو عن 200 طن من الحليب يوميا حيث تجاوز عدد المنتجين 12 ألفا فيما فاقت مداخيلها 350 مليون درهم حسب معطيات الجمعية المغربية لحماية المال العام.

كيف لتعاونية رائدة كانت تستفيد من الملايير سنويا عن طريق دعم الدولة المادي والإعفاءات الضريبية أن تنتهي إلى الإفلاس؟ سؤال كبير مازال يتردد صداه في المحاكم التي تنظر في العديد من الملفات المرتبطة بالتعاونية.

تعاونية الحليب الجيد وإفلاسها متهما الحبيب بن الطالب بالوقوف وراء ذلك، وهو على كل حال واحد من الأسماء التي أدارت التعاونية لسنوات إلى جانب مسؤولين آخرين .

إن البرلماني لحبيب بن الطالب، المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، يقدم لنا نموذجا صارخا ومنتوجا “أصيلا” فاضحا للفساد الانتخابي. إن هذه الآفة تلحق أضرارا بليغة بديمقراطيتنا. فالقول بالقدرة على إيصال قطته إلى عضوية البرلمان، هو، من جهة، تحقير لهذه المؤسسة وإهانة لها وللمنتسبين إليها؛ ومن جهة أخرى، هو اعتراف صريح، وبعظمة لسانه، بأن لا شيء يمنعه من فعل ما يريد للوصول إليها وإيصال أحبته (الزوجة والأبناء والإخوة) كذلك، ما دام قادرا على فعل ذلك من أجل قطته. فمن أين له بهذه القدرة إن لم يكن يستمدها من المال والنفوذ؟ وهذه هي العلة الأساسية التي تعاني منها ديمقراطيتنا.