Site icon أروى بريس – Aroapress – جريدة إلكترونية مستقلة تصدر من إسبانيا

الدكتور محمد الشرقاوي يكتب قصيدة “كيف أحبّك يا مغرب الأصنام الجديدة”

الدكتور محمد الشرقاوي
واشنطن

أحملُكَ همًّا ثقيلًا يا وطني،
وفي نجواكَ طَالتِ الجُملُ

أحملُكَ همًّا ثقيلًا يا وطني،
ودُموعي تفيضُ بها المُقَلُ

خرجتُ منكَ بلا جناحيْن،
ولا زال يحملُكَ فيَ الدَّمُ والمَصَلُ

تعبتُ من سوء أخبارك القاتمة
فلا فخرَ اليومَ، ولا غزلُ

وعصافيرُ الغناء ماتتْ جميعُها،
فلا صدى ملحونٍ اليومَ، ولا زجلُ

ما لي أرى الكون بهيجًا،
وأركانُكَ تعُمُّها العَتْمةُ والظُّلَمُ

ما لي أرى هُزَالاً غائرًا، وكأنك
في رِسْلِ الشيخوخة أنتَ الأعجلُ

هل أرسلَ ابن خلدون لعنته،
والدورة تسأل: هل يدنو الأجلُ؟

ما لي لا تُملّيني العيونُ ببسمةٍ،
والوجوهُ من أساها أضحتْ ذَبَلُ

ضاقتْ صدورُهم تئنُّ حبيسةً،
والنفوسُ قهرى تشوبُها العِلَلُ

وصراعُ الوجود أضْحى معركةً
لقوت البطون، وثمةَ الخيرُ والغِلَلُ

والعيشُ أضحى عَوَزًا ونصفَ جوعٍ،
بل قطرانٌ، وإن ادّعوا عَسَلُ

بَحْران.. والأسماكُ هِبَةٌ ربَّانيةٌ،
فأين ما تصيدُه الشِّباكُ والسُّلَلُ؟

في رحلة الشتاء والصيف،
تكبرُ الوعودُ… ويصغرُ الأملُ

سنواتٌ عجافٌ، والحُگرةُ
في النفوس يطولُ بها الأجلُ

ساداتُنا الجُدُدُ: فراعنةٌ وأوتانٌ
يتقدّمُهُمْ هَامَانُ وآمونُ وهُبَلُ

و”سحرةُ فرعون” يَنشدُون عطايا
العِجْلِ الذهبي، وما بِهمُ خجلُ

يُعلِّمُون الكذبَ بدعةً جديدةً،
وثأثآتُ التهريج تكشفُهُمْ إنِ ارتجلُوا

وحتى القاموسُ يتأفّفُ في وصفهم
هم حثالى بالجمع، وأنَّ كبيرهُمْ حَثَلُ

فشراهةُ الحكم للمال مفسدةٌ،
وبِسَطْوهِمْ تُدْفَنُ الأخلاقُ والمُثُلُ

مغربٌ في خُردة المناقصات،
والصفقاتُ تُحِيكُها الإتاواتُ والحِيَلُ

فاغنمْ ما استطعتَ تجبّرًا،
إن أعطتكَ خَذَّهَا الأيامُ الغُفَلُ

هذا عهدُ أوتانٍ جديدةٍ:
فهل الربُّ الآن أخنتوشٌ أم هُبَلُ؟

خزائنُ كسرى لا تكفي عن عفةٍ،
وفي وعد مغربٍ أخضرٍ فَشَلُوا

أثرياءُ المرحلة كأثرياء
الحروب في ابتزازهمُ لا كَلَلُ

وهُبَلُ يُقسمُ أنّه “سيد المدوّنات”،
صنديدٌ لا ينتابهُ كَلٌّ ولا مَلَلُ

يناطحُ أهلَ التشريع، وأهلَ
القضاء، والقولُ منه تبريرٌ خَلَلُ

أصنامُ العهد القديم لها القرابينُ،
وأصنامُنا تصيبها الصَّفعاتُ واللِّعَنُ

بأي نحسٍ أصبتُمُونَا يا غربانَ النّعيقِ،
أمغربُنا اليوم لكمْ فريسةٌ حَلَلُ؟

أنتم في المال صقورٌ ضاريةٌ
يقودُها الجشعٌ والتحايلٌ الضَلَلُ

وفي السياسة أنتم سقط متاعٍ،
بل شنّاقةُ ابتزازٍ.. وقراصنةٌ شِلَلُ

فصيلةٌ من مصّاصي دماءٍ،
وعنفوانُ مغربنا أضحى بكم شلَلُ!