يونس زهران أروى بريس
مونتاج وإعداد : أمين أحرشيون
إن دور المرأة لا يقتصر على البيت و مايلزمه كما ترسخت في أذهاننا لعقود ، بل يتمدد إلى خارجه . فالمجتمع جزء من صنع المرأة الذي لا يمكن إنكاره ، كل فرد في هذا الكون الفسيح لن يخلو من بصمتها سواء كانت أم أو أخت أو زوجة .
و هذا ما رمت به الندوة التي تم تنظيمها من طرف جمعيتا ابن زيدون و الرسالة ، في مدينة مطارو ضواحي برشلونة ، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ، حيث عرفت حضورا وازنا للجنس اللطيف من مختلف التيارات و الاتجاهات و الديانات سواء من المسلمات أو المسيحيات أو اليهوديات ، لكن يجمعهم رأي واحد ، وهو دور المرأة في صناعة التاريخ و الحضارات و المجتمعات ، و التي بدونها تختل الموازن في كل أمة .
إن حضور الإسلام في هذه الندوة ممثلا في الدكتورة وفاء المساوي هي طبيبة نفسية تأكيد على مفهوم العلم في المجتمع الإسلامي و دور المرأة فيه منذ بزوغ فجر الاسلام ، أولم يقل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (النساء شقائق الرجال) و هذا الحديث وحده كاف لأن يعطيك فكرة و هو أن المرأة تكمل دور الرجل و الرجل يكمل دورها و ليس هناك أي تنافس كما يدعي بعض غلاة هذا الطرح .
و قد كان حضور الدين المسيحي في راهبة لهو أكبر دليل على حضور الدين في بناء أي مجتمع و أن المرأة يجب أن يكون لها إلمام بدينها لبناء لبنات الأسرة المتينة و التي ينبثق عنها باقي أفراد المجتمع ، فالمرأة دورها ربما يتعدى الرجل في هذا الأمر و إعداد الأمم يجب أن يسبق حسن إعداد المرأة لأنها مدرسة المجتمع وكما قال الشاعر :
الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الاعراق .
أما الديانة اليهودية فكانت ممثلة في هذه الندوة بباحثة في علم النفس و المجتمع ، فضبط المجتمع و إعداده نفسيا رهين بنجاح مشروع تفوق الأمة سواء علميا أو سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا .
و خلصت الندوة إلا أن نهضة المجتمعات رهين بدور المرأة في محيطها و مساهماتها في إعداد أجيال التحدي و مسايرة التطورات و التحولات التي تطرأ على حياة الإنسان عبر الزمن .
