يونس لقطارني
أيقن اصحاب المناصب الخالدون فى وطني الغالي ، وهم يمارسون كل أنواع الاحتيال الديمقراطي و الغش والنصب السياسي ، أن الفترة المتبقية التي سيزدادون فيها كيل بعير ، قد أزفت فيها الآزفة ، وليس لها دون الله كاشفة ، و باتوا في خداعهم وضلالاتهم يعمهون ، يتخبطون كالذي يتخبطه الشيطان من المس ،او تهوي به الرياح فى مكان سحيق، لا يستطيعون موارة سواءتهم السياسية وفشلهم المفضوح في ادارة شؤون البلاد والارتقاء بالفترة الانتقالية الي مرتقي التعافي الوطني وتلبية تطلعات المواطنين ، وهي تطلعات تقاصرت دون الحرية والديمقراطية والتصالح الوطني والعبور الي الضفة الاخري رغم نتوءات الصخور …
وليت الفزع من هول هذا الفشل جاء من خصومهم السياسيين ، إنما تنزل من دهاقنتهم وكبرائهم الذين علموهم السحر ، ألم تر كل يوم يتبرأ فيه قيادي منهم من هذا الخبال وحفلة الجنون التي تجري ، لم يكن هناك مشروع سياسي ولا برامج ولا افكار توجه الفترة الحالية، اما ازمة كورونا فجعلتهم يقفون على شفا جرف هار سينهار بهم الي اسفل القاع الصفصف ، بعد ان بلغت القلوب الحناجر من ضيق العيش وضنكه و بؤس السياسات الاقتصادية والاستراتيجيات العشوائية و البلاغات الارتجالية، و عجز الحكومة ومن خلفها بهوامها وسابلتها وهم يخوضون مع الخائضين ..
بأيديهم يتجرعون سم الفشل ، وليس بأيدي غيرهم ، و من عجب أن حكومة العدالة والتنمية لا تبدو فقط عاجزة ومشلولة التفكير ، قليلة الحيلة ، منزوعة الهمة ، ممحوقة البركة ، ضئيلة الرأي ، فبلوثة جنونها تحاول اقناع نفسها انها تعمل ، وهي في الاساس تحرث في البحر ، وتنقش على الماء ، وتعيش وسواسها القهري الذي تحسب فيه كل صيحة عليها .. لم تهتد الي سراط مستقيم لتعالج قضايا الوطن الملحة وهموم شعبه الكبرى ، غاصت في وحولها اللزجة ، وظنت جهلاً أن ساعدها إستوي تستطيع ان تفعل كل شيء بنفس مغلوبة راضية مرضية و روح خانعة وجبين راكع مقموع ..!
تتبدي الازمة السياسية ومآلاتها الكالحة واضحة لا لبس فيها ولا غموض ، وليس هناك مستقبل مشرق للفترة المتبقية بمعطياتها الحالية و بتركيبة الحكم الراهنة الجاثية علي ركبتيها عند عتبات الاخفاق الظاهرة التي لا يماري فيها احد أو يجادل ، ولا نجد لحكومة العدالة والتنمية من بارقة فكرة او أمل ، والسبب هو أعطاب مكونها السياسي الحرية والتغيير والديمقراطية، وقلة خبرتها وخبراتها وكفاءاتها المغشوشة التي خدع بها الشعب، ما يقارب العشر السنوات الماضية ، فالاوضاع بلغت الحافة ،حيث تقف الحكومة الحالية ومعها الاحزاب السياسية المغربية خاليتا الوفاض من كل شيء ، ليس لديهما ما تقدمانه سوي الترهات السياسية، التي ترسي لسوابق ستكون وبالاً بعد حين ، بجانب تمريق العدالة والقانون في تراب الحنق الاعمي والطيش السياسي الذي سيعود كيده الي نحور أصحابه . ولم يسبق في تاريخ المغرب الحبيب ان امتهن القانون وتلطخ العدل و اُستُخف بقيمه كما هو حادث الآن .ولم يحدث في تاريخ البلاد ان أُهينت في شرفها وكبريائها مثلما يحدث الآن .
ضيعت حكومة العدالة والتنمية وقتاً ثميناً كان يمكن ان تحسم فيه قضايا كبرى ، ويبدأ عهد من تعافٍ إقتصادي ناهض، و توضع اجندة وطنية لاصلاحٍ سياسيٍ شامل ، ويتم معه تأمين البلاد و تحقيق آمال المواطنين في العيش الكريم بدلاً من اللهاث المذل من أجل لقمة العيش و البحث عن لبن الطير ، فنظرة سريعة للاوضاع المعيشية التي فقدت كل مقومات الحياة من خدمات واحتياجات ضرورية واساسية ، فضلاً عن التباغض و التشظي الاجتماعي وارتفاع وتيرة الكراهية والعنف غير المبرر وانسحاق القيم الاجتماعية وتزايد النفور الوجداني اتسع نطاقاته ، كلها بسبب غياب القيادة الحقيقية للحكومة المغربية اذ لا توجد قيادة سياسية سواء كانت فردية او جماعية ، وفشل المكون السياسي للحرية والتغير وتكالبهم علي المواقع والمناصب وبريق السلطة والتهافت علي المغانم والصراع الداخلي للاستحواذ علي مقاليد الامور .. بلا هدي ولا كتاب منير ..!
حالة هذه لا تبشر بخير … فليس هناك ضوء في آخر النفق .. انها العتمة المطبقة والتيه الدائري الذي لا ينتج الا الضياع والعدم ، لو كان هناك أمل لارتجيناه ، لو كانت هناك قيادة حقيقية لانتظرها الناس في المنعطف الاخير … لكن لا شيء هناك .. فنحن لن ننتظر النهاية الداهمة .. لكننا يجب ان نفكر مع الجميع في انقاذ ما يمكن انقاذه وانتشال البلاد من الرمال المتحركة ومصيرها المحتوم …
تعليق واحد
Muchas gracias. ?Como puedo iniciar sesion?