يونس لقطارني
يعتبر الفساد أكبر عقبة أمام تحقيق التنمية، وهو أشبه بالوباء الذي يكلف اقتصادنا مليارات الدولارات سنويا في غياب إرادة سياسية جادة للتغيير والإصلاح، ومشاركة فاعلة من المجتمع المدني ووسائل الإعلام، مما يفاقم عدم الاستقرار الاقتصادي و السياسي ويعوق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والنفسية .
الفساد وما ادراك ما الفساد .. ولك أن تعد على أصابع يديك وقدميك أنواعه وألوانه وأشكاله، ولن تصل إلى نهاية لذلك أبدا، فقد انتظم وتمأسس وتوغل، حتى صارت له قوى حية تدافع عنه وتحميه وتأويه.
رفع و جر أسعار المحروقات والتحكم فى اسعارها ومشتقاتها رغم انخفاضها عالميا والاستفادة من صندوق المقاصة على حساب الفقراء والمحتاجين فساد ، إضاعة وقت العمل بالوضوء والصلاة والتسبيح وأوراد الصباح والمساء فساد ، استخدام السيارات الحكومية والعمومية في غير أوقات العمل فساد ، وقبول ( الهدايا) الملغومة ، والتفكير بوجوه السماسرة والمقربين لسرقة الأراضي السلالية وتأجيرها لمدد طويلة بثمن بخس دراهم معدودة فساد ،وإنشاء مؤسسات ومفوضيات وجمعيات ووداديات وهمية كجوائز ترضية لمن لم يحالفهم الحظ في اصطياد حقيبة وزارية او وظيفة عمومية فساد ،والحصول على سفريات فى اضخم الفنادق العالمية والمطاعم الغالية لحضور مؤتمرات ولقاءات وهمية تستنزف الميزانية فساد ،الحصول على منح وبعثات دراسية لذوي المعدلات المنخفضة (يعني كسول بالدارجة المغربية ) فساد ، وعقد الاتفاقيات والصفقات والاحتيال على القانون ، وتجاوز الدور في التعيينات والترقيات فساد ، ومحاباة الأقارب والأصدقاء والعشيقات على حساب العمل فساد ، والحصول على إجازات ( شهادة طبية ) من الأطباء المعارف الفاسدين فساد ، وقضاء ساعات طويلة من الدوام على تليفون الادارة العمومية فساد ، أو الحصول على منفعة أيا كانت ضآلتها من الوظيفة ـ كل هذا وغيره (فسااااااااد ) وأيما فساد .
وبهذه الأساليب الجهنمية والتحرميات السياسية،و الالاعيب الشيطانية تحولت دولتنا إلى ضيعة للفساد ومزرعة للمفسدين و الشناقة السياسيين ، يصدرون ثمارهم العفنة إلى كل مسامات المجتمع وخلاياه الحية فلا تعود أجهزة مناعته وكريات دمه التخلص من شوائبه ، وهو لا يتوقف عند ( حفنة من عفاريت وتماسيح الطبقة السياسية المتنفذة المتعفنة) بل هو حين يمارسه الموظف الصغير أخطر وأعظم ؛لأنه يمس الشرائح الدنيا في المجتمع ،والقاعدة العريضة من ( الفقراء والمحتاجين والمساكين ) . وكما يقال :إن النار من مستصغر الشرر ، فإن الفساد من مستصغر البشر .
لذا ، وبعد هذا التغيير (التسونامي ) في الوطن ،دون استثناء ، فإنه لا مجال للتهاون في كبح الفساد والمفسدين ، عن طريق بسط أيدي العدالة والمساواة بين أبناء الشعب على السواء ، وتفعيل دور مؤسسات الدولة فى مكافحة الفساد وديوان الرقابة والتفتيش وديوان المحاسبة ، وتعيين مراقبين مستقليين يتابعون إجراءات صرف المال العام في كل أجهزة الدولة ، وألا تكون المتابعة قاصرة على ما يردهم من تبليغات ( فاعل الخير ) .وتعميق معاني الانتماء الوطني ،لا من خلال شعارات وأعلام وأهازيج ، بل نريده واقعا وسلوكا وثقافة ووعيا ،وإعادة دور الموظف ( صاحب الوطنية الحقيقية ) لا الموظف الحزبي والسياسي الاناني ضيق التفكير ، والشفافية في تمويل دكاكين الأحزاب السياسية الفاشلة والحملات الانتخابية ،وحماية المبلغين عن الفساد ،واتخاذ تدابير لمكافحة الفساد في المجالات الحيوية ، وفعالية القواعد الخاصة لمكافحته وتعزيز السلام. وأن تكون هنالك عقوبات رادعة وزاجرة لمثل تلك التجاوزات أيا كان المتسبب فيها .
يحق لنا أن نتسائل : لقد قبضنا على الفساد ،والحمد لله ،في لقاءاتنا وإعلامنا وندواتنا وحواراتنا وأشبعناه ضربا وشتما ، فأين الفاسدون إذا ؟؟؟؟ أمنيتي الوحيدة ،أن ترينا حكومتنا الموقرة فاسدا من لحم ودم ،صحيح الجسم ،لا يعاني من اضطرابات في دقات القلب ،وغير مختل عقليا ولا نفسيا ولا جنسياً ؛لنضمن أنه سيكمل مدة محبوسيته في ( عكاشة ) .
اللهم أحينا إلى أن نرى ذلك اليوم ،وعسى أن يكون قريبا.
5 تعليقات
nagano tonic: nagano tonic
nagano tonic: nagano tonic
nagano tonic: nagano tonic
oipqgx
Thank you a lot for providing individuals with such a pleasant opportunity to read from this blog. It can be so ideal plus jam-packed with a great time for me personally and my office mates to search the blog at least three times in 7 days to read through the new secrets you have. And indeed, I am usually motivated with your unique things you serve. Some 2 ideas in this post are unequivocally the most suitable we’ve ever had.