يونس لقطارني
المغرب الذي نريد ليس هو ذاك الذي يسير بسرعتين، سرعة ضوء يصعد بها نجم المتملقين و الفاشلين والفاسدين و أمناء الاحزاب السياسية الماكرين و غيرهم من المنافقين اصحاب لحيس الكابة نحو سلم التسلق الاجتماعي و المناصب الوزارية و العليا و ترصع صدورهم و أكتافهم بالأوسمة و التوشيحات بعيدا عن المحاسبة و لغة الإنجازات، و سرعة حلزونية تسير على إيقاعها غالبية المشاريع التنموية و القطاعات الحيوية و الخدمات الاجتماعية التي تهم حياة الشعب البسيط الفقير .
المغرب الذي نريد ليس هو ذلك الذي نجح فيه أخنوش بأغلبية ساحقة لرئاسة الحكومة المغربية بالمرقة والزرقة ودجاجة محمرة و لا نفهم أساسا سبب تواجده بالساحة السياسية وحالة الثنافي فى المناصب و المصالح الشخصية ، لا هو و لا باقي الأحزاب المغربية التي تغير مبادئها و مواقفها و توجهاتها أكثر مما يغير أمناؤها العامون ربطات عنقهم و ساعاتهم اليدوية الثمينة و وحفاظتهم البولية .
المغرب الذي نريد وزرائه صادقون مستقلون ومهنيون ومتخصصون وأصحاب خبرة يسهرون على رقى الوطن وخدمة المواطن, ويتفانوا في راحته والحد من مشكلاته, ولا يستغلوا مناصبهم لتوظيف عائلاتهم وأصدقائهم و عشيقاتهم , ويكون من السهل مساءلتهم تحت قانون من أين لك هذا؟؟ ومن ثم محاسبتهم إذا اخطئوا او سرقوا أو بدرو الاموال العمومية .
المغرب الذي نريد تسوده الحرية و العدالة والديمقراطية التي تكفل المساواة الكاملة في الحقوق لكافة أبناء الشعب بدون تمييزً, وتضمن لهم الشراكة والتعبير بكامل حرّيتهم, وشعورهم بالعدالة الاجتماعية, وعدم التمييز بين الرجل والمرأة, وطن لا مكان فيه للبطالة, أو العيش على التسول, ويضمن الحقوق الأساسية للمواطنين من عمل وتعليم, وصحّة, وضمان اجتماعي وغيرها , بحيث لايشعر المواطنين بأنهم رعايا أو عمال سخرة, فيفقدوا الإحساس بالولاء والانتماء للوطن, فيكثر الفساد والفاسدين, والاعتداء على المال العام .
المغرب الذي نريد يبنى على العلم والتكنولوجيا, ولا يبنى على الواسطة أو الكوتة او المحسوبية و الزبونية , يبنى على أسس سليمة تساهم في بناء المواطن الإنسان الملئ بالشعور بالواجب الوطني قبل أن يفكر بالحقوق الشخصية والعائلية, وهذا سيقودنا إلى نهضة اقتصادية, وعلمية, وسياسية, وصحية, ووطنية, وإنسانية ستساهم في بناء الوطن وتقدمه وازدهاره .
المغرب الذي نريد تصان فيه المعتقدات الدينية والسياسية , يقوم على أساس حرية الرأي وعدم تكميم الأفواه , وإنشاء الأحزاب, ورعاية الأغلبية حقوق الأقلية, واحترام الأقلية لقرارات الأغلبية .
المغرب الذي نريد يشعر أبنائه بروح الانتماء والولاء والإخلاص في العمل دون الشعور بعطية او بإحسان أو الرقابة من احد لشعورهم بان الوطن للجميع, وهذا سيساعد على إعادة نشر القيم النبيلة التي تزرع المحبة والتسامح في العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد دون كره او ضغينة او حقد, ولانريد وطناً يجيز التخوين والإلغاء وإلاقصاء ويصادر الحقّوق, او وطناً يعتبر الشتائم والإهانة فيه عملاً وطنياً ويعيش شعبه تحت وطأة الخوف والرعب .
المغرب الذي نريد يملك إعلاما مهنيا ونزيها يعمل على خدمة وطنه,ويمثل كل أنواع الطيف الفكري والثقافي و السياسي والاجتماعي, ويبتعد عن الكذب والتحريض وتشويه الحقيقة ويلتزم برسالته النبيلة وهي نقل صور الواقع دون تزييف وإيصال الخبر بموضوعية ، ويرسخ الثقافة المدنية لان الكلمة تصنع فكراً، وهذا الفكر يجب أن نسعى إليه ويكون مركز اهتمامنا الذي نريده، إيماناً منا بأن الانتماء الوطني هو جزء من عقيدة راسخة في عقولنا وقلوبنا.
المغرب الذي نريد وطنا يؤثر ولايتاثر,قوى وموحد بشعبه وأرضه وملكه وليس منقسما ومهملا ينهش به الجميع ممن حوله, ويتاجروا بشعبه وقضيته بمساعدة زعمائه ووزرائه ,نريده صلبا قادرا على مواجهة التحديات الدولية ,ويكون جزءا من امة عربية كبيرة, ولايكون شريحة او فئة او تنظيم لايستطيع حماية احد, ولايخيف عدوا, ولايجد احترام صديقا.
المغرب الذي نريد ليس بالمستحيل ولا هو مجرد حلم ,بل يمكن أن يكون الوطن المغربي إذا اتفق ساسته وتخلوا عن الخلافات والانقسام, والنزاعات الخاوية, والأنانية والمصالح الشخصية, والسرقات والاختلاسات, وتمرير الأجندات الخارجية ,ووضعوا مصلحة وطنهم وشعبهم نصب أعينهم واثقين من قدرة وعظمة هذا الشعب على صناعة المستحيل.
هذا هو المغرب الذي نحلم به ونريده, ويجب أن يعمل الجميع على تكوينه وإيجاده, وان نكون حريصين على الانتماء والولاء والتفاني في حبه والإخلاص له وطن منتج وآمن متقدم ومزدهر وديمقراطي يتسع لكل أبنائه, ويجد فيه كل مواطن عزته وكرامته.