بقلم تاشفين يشو
ابن شهيد حرب الصحراء المغربية
إذا حاولت البحث بين مقالات وتدوينات المهتمين بالشأن الوطني و بالقضايا الوطنية الكبرى و المؤرخين وكتاب الرأي ، الذين تناولو القضية الوطنية الأولى بالمغرب و هي قضية الوحدة الترابية، لن تجد أحدا من قريب او بعيد يشير او حتى يلمح الى التضحيات الجسام التي قدمها أولئك الذين استشهدوا او فقدوا او أسروا في حرب الصحراء المغربية،إذ تجد الكل ينغمس و يحلل ويناقش و يسلط الضوء على قرارات الأمم المتحدة، أويسب ويلعن جبهة البوليزاريو، ويسرد التاريخ والجغرافيا ويحاول طرح تصوره لما هو قادم، دون التطرق و لو جزئيا أو استحضار بعض من فضل من قدموا أرواحهم في سبيل الوحدة الترابية للمملكة.
لن ينكر أيا كان أن حربا ضروسا تم خوضها خلفت شهداء ومفقودين واسرى ومعطوبين و مآسي وويلات اجتماعية ونفسية لدى أسر هؤلاء، لن تندمل جروحها ابد الدهر، و لن تمحى من الذاكرة مهما تنكر لها المؤرخون، و حاولوا طمسها بالتجاهل و التعتيم سواء المقصود أو الناتج عن اللامبالاة، وما يزيد الجرح غورا، عدم انصاف هؤلاء الشجعان، لا ذكر لهم و لا تكريم، و لا تعويض لأسرهم و ذويهم بما خول لهم القانون من حقوق و ما نص عليه من عطايا و منح، التي هي حق لم يعطى للأسف و ظل حبرا على ورق.
هذه الفئة التي تمثل أسر شهداء و مفقودي و أسرى الصحراء المغربية، منذ أربع عقود و نصف و هي تطالب من خلال الأشكال المشروعة بحقوقها، و إنصافها، طرقت كافة أبواب المؤسسات التشريعية، راسلت جميع الجهات المسؤولة عن قضيتها، و ظل الصمت و عدم الرد، أو في حال الرد، يكون اقتضاب و رمي بعض الفتات الذي لا يرقى لمستوى الحقوق التي خولها الدستور لهم.
لن ألقي اللوم على أحد هنا، فالقضية قضية وطن كامل بمسؤوليه و شعبه و مفكريه و إعلامه، الجميع لهم نصيب فيما آل إليه هذا الملف، الذي يعتبر شرف للوطن، و قضية من أعمق قضاياه، التي إذا حلت، ستطوى صفحة مخجلة من انتهاك حقوق الإنسان، و المساس بالتاريخ و إنكار بطولات فرسانه.
و حتى أكون منصفا، لابد أن اتقاسم معكم جواب احد المهتمين بالقضية الوطنية،بعد أن طرحت عليه الموضوع للنقاش، أجاب أن الجندي الذي قتل في الحرب قام بواجبه المهني فقط، و هنا أتساءل، في حال اعتبرنا الإستشهاد على أرض المعركة واجب مهني مثل الوفاة في حادث شغل،ألا يتم التعويض عن الحوادث، لم لا تعوض أسر هؤلاء عن فقدان سندها و يعتبر أبناؤها مكفولي الأمة و يمنحوا حقوقهم كاملة، أين المشكل في صرف تعويضاتهم التي نص عليها القانون؟و لم لا تقوم المؤسسات التي كلفت بالملف الإجتماعي لعائلات الجنود بالقيام بواجبها، لماذا الإصرار على تجاهل هذا الملف بالذات؟
لما تخصص مساحات للشكر والاطراء صباح مساء لشهداء الواجب بباقي الأجهزة وتنصب لهم الخيام وتخصص لهم ايام وا عياد، ونحن مازلنا نطالب بالاحتفال بيوم الشهيد على غرار باقي الدول لكن لا من مجيب؟؟؟؟
فهل يعتبر بعض المحللين والمهتمين ان دفاعهم عن القضية الوطنية الاولى يجلب لهم المكاسب ورضى المسؤولين؟ في حين ان الحديث عن الشهداء وتضحياتهم يجلب لهم السخط؟
فمن يحب وطنه ويدافع عن ثوابته ومقدساته يجب عليه ان يستحضر من استشهد و فقد و أسر من اجل الوحدة الترابية؟؟؟