يونس لقطارني-أروى بريس
رسالتي هذه أوجهها إلى كل المسؤوليين السياسيين منهم والامنيين الذين يملكون إمكانية المبادرة، ويملكون القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة فى حق شعب انهكته ازمة كورونا والشعارات الوهمية لاحزاب السياسية ، ان الأمن الذي نناشدكم للحفاظ عليه اليوم هو أمن الجبهة الداخلية التي تحمي ظهر المغرب والمغاربة عند المحن و الشدائد وتحمي سيادته ووحدته الترابية .
المغرب اليوم يعيش وضعية مزرية صعبة فرضها وباء كورونا الذي ضرب مشارق الأرض ومغاربها، لكن محنتنا وهي الأكثر خطورة لأنها تكمن في صبر المواطن الفقير البسيط الذي له من الوعي وأيضا من القهر ما لا تغريه رفع شعارات سياسة ولا الخطابات الرنانة، وإنما يؤمن بقوت يومه وقوت أبنائه وعياله.
صحيح أن وباء كورونا أوقف عجلات الاقتصادات العالمية، وأضر بمعظم دول المعمورة، لكن حكومات هذه الدول أوجدت الحلول المناسبة لتمكين شعوبها من العيش في رفاهية، دون الحديث عن منظوماتها البنكية والإدارية الرقمية التي لم تتأثر بتبعات الجائحة، بل العكس فقد حققت هذه القطاعات نموا منقطع النظير.
صحيح كذلك أننا نلاحظ أن إدارة الأزمة الصحية في محاربة الوباء في بلادنا بمرور الوقت، والإجراءات الصحية المفروضة على المواطن أضحت، لا تستند على معطيات مدروسة لا اقتصاديا ولا اجتماعيا فغاب عنها المنطق، فكيف يعاقب صاحب مطعم لديه 10 عمال يعيلون 50 فردا بالغلق، بسبب مواطن لم يرتَدِ كمامة ؟!..هل يعقل أن يشرد عشرات المواطنين الأبرياء ويقطع رزقهم بسبب طيش أحدهم دخل إلى محل دون كمامة ؟.
إلى من يخشى على المغرب وأمن المغرب والمغاربة ،هل إدارة الأزمات تعني سياسة الترهيب والتجويع والتفقير والحرمان ؟؟؟
ولي اليقين بعلمكم أن الحفاظ على الاستقرار الداخلي الذي يغفل عنه الكثير الا من رحم ربي ، يكمن تحديدا في رفاهية المجتمع، التي تبني حتما جبهة داخلية قوية ومتزنة، هذه الجبهة التي تتكون منك أنت وأنا وهي، لأنها في النهاية وبكل اختصار هي الوطن.
الأكيد أنه من الاستراتيجيات الأمنية هو تجنيد الجبهة الداخلية من اجل التمكن من مجابهة أي انزلاق امني خارجي بجميع أنواعه بمنهجية واضحة وطريقة متزنة وقوية، خاصة في ظل الأزمات التي تعرفها معظم دول الجوار وخصوصا منطقة الساحل والجبهة الانفصالية التى تتربص بنا مع النظام الجزائري البائس.
والأكيد أيضا أن الجبهة الداخلية إن لم نؤمن لها استقرارها ونضمن لها أساسيات العيش من عمل ومسكن وهياكل صحية محترمة ، ستصبح هشة ومتذبذبة، ومآلها الانهيار في أي لحظة.
إن المتفق عليه، أن الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد زادت من هشاشة التماسك المجتمعي ،إلا أن الانسداد الذي تعرفه الحياة الاجتماعية جراء تكبيل المبادرة الاقتصادية و فرملة المشاريع الاستثمارية ستؤدي حتما إلى التركيع الاقتصادي الوطني وهذا له مسبباته الداخلية في اغلب الحالات الخوف والتخويف من عدالة قد تكون لا عادلة فقوضت أيادي الإطارات على المستوى المحلي و على المستوى المركزي وركنت الملفات في ادراج مظلمة في انتظار عصا موسى السحرية و الحل المعجزة الذي يطول أمده في ظل أداء بيروقراطي مقيت وأداء سياسي اقل ما يقال عنه انه لا يترجم مستوى تطلعات المؤسسات والمواطن على حد السواء هذا من جهة الاقتصاد الكلي، أما من جهة الاقتصاد الجزئي فالحكاية حكاية أخرى حكاية قفة زيت وخبز ودقيق وماء يبلل رمق أطفالنا “أكبادنا هؤلاء اللذين يمشون على الأرض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالو سلاما ”.
كيف يمكن أن نجند الجبهة الداخلية وهي هشة هشاشة ذلك السائق لسيارة الأجرة (الطاكسي) الذي لم يشتغل لأكثر من ثمانية أشهر أو أصحاب المهن والحرف الصغيرة كالحلاقة وأصحاب محلات الأكل الخفيف والمطاعم وأصحاب النقل الخاص الحضري، بالإضافة إلى قرارات الغلق من شهر إلى شهرين في حالة عدم احترام التدابير الوقائية دون احترام كرامة المئات من المواطنين وتصويم الآلاف من العائلات.
هؤلاء اللذين كانوا بالأمس القريب صانعوا فجر المغرب الجديدة عن طريق حراك شعبي مبارك سالمون مسالمون ،صابرون ومصطبرون،حولتهم سياسات التسيير المهلهلة، الى متسولون ينتظرون ما تجود عليهم بطاقة الرميد حينا 800 درهم و1200درهم أحيانا أخرى ليسدّ فاتورة الكهرباء والماء أو يلبي طلبات الأبناء المتمدرسين أو إيجار شقته وطعام أهله ، واليوم يؤدي 500 درهم لإجراء فحص الكوفيد، مهدمين بذلك حجرة من أحجار ترصيص بنيان الكرامة و الكبرياء ضاربين قيمة العمل و تحرير المبادرات من اجل عيش كريم.
أن حتمية التدخل ودون تردد لمن لديه روح المبادرة، لإعادة الامور إلى مسارها وتصحيح مفهوم تقوية الجبهة الداخلية وترجمة طموح شعب، عاشقا لحريته حاملا رسالة سلم و سلام وأمن وأمان .تلكم هي رسالتي إلى من يريد تغيير الوضع وتصويب الاتجاه على الأقل لضمن الكرامة والحرية في بلد ولبلد عنوانه المغرب الحبيب وطني الغالي.