أروى بريس
اختار نظام العسكر الجزائري منطق التهديد و التصعيد الكلامي والإعلامي والديبلوماسي والسياسي ضد المغرب، كمنهجية للحكم. الذي ليس سوى نوعا من الهروب إلى الأمام، يضع علامات استفهام جدية حول «منطق الدولة» بالجزائر، الذي بدلا من التصالح مع شروط التحولات العالمية الجديدة لما بعد جائحة كورونا، والتصالح مع آمال وطموحات المواطن الجزائري في دولة المؤسسات والتعددية والعدل والحق في التنمية المستدامة المسنودة بشروط الحكامة الجيدة ضمن أفق للتعاون كتكل إقليمي بين بلداننا المغاربية، فإنه للأسف يجر شعوبنا ومنطقتنا صوب بلقنة مهددة للأمن العام لشعوبنا كافة، تأسيسا على منطق متجاوز يقول ب «كل شئ أو لاشئ». ولعل التحدي الذي دخلته هذه النخبة بالجزائر اليوم أمام ضمير شعبها وشعوب المنطقة، يجعلها في لحظة امتحان تاريخية، يفرض عليها أن تحسن قراة الواقع العالمي والغرب إفريقي بشكل مسؤول أمام الذات، لتدرك أن عدوها ليس المغرب (الدولة والمجتمع) لأنهما واحد عكس ما تحاول عبثا التفريق بينهما في إعلامها، بل إن عدوها هو مخاطر أخطاء التدبير السياسية والتنموية داخليا. ولعل أخطر المخاطر اليوم هناك، هو الرهان على فتح الباب لأجندات خارجية أروبية وآسيوية (إيرانية بالأساس)، مما ستكون نتائجه كارثية على المصالح القومية للشعب الجزائري بالدرجة الأولى.
وفي لغة تصعيدية مثيرة للانتباه قال المبعوث الجزائري الخاص للمغرب العربي، عمار بلاني، إن “الجزائر الجديدة لن تنخدع بعد الآن وأنها سترد بالضربة مقابل الضربة”.
وأكد المسؤول الجزائري، في حديث لصحيفة “الشروق” الجزائرية، أن “الأعمال العدائية سيكون لها ثمن، بغض النظر عن تصرفات أصحاب مهمة التلاعب والأخبار الكاذبة”.
واعتبر ذات المسؤول الجزائري أن”المغرب لم يكن في مستوى الطموح التاريخي والاستراتيجي الذي يمثله هذا المشروع الضخم بالنسبة للمغرب العربي الكبير، حيث قام بجعله رهينة ثم ربطه بقضية الصحراء الغربية التي يحتل بطريقة غير شرعية أراضيها”.
وأوضح أن “أنبوب ضخ الغاز نحو المغرب كان رهانا على المستقبل وعربون التزامنا الحقيقي تجاه تطلعات الشعوب المغاربية”، مضيفا “لقد كان تعبيرا ملموسا وواقعيا حول قناعتنا العميقة حول أهمية الاندماج الإقليمي والقيمة المضافة التي تمثلها هذه البنى التحتية المنجزة للتكامل المغاربي”.
وأشار المسؤول الجزائري إلى أنه “بالنسبة للإعلام الناطق باسم مخابرات الجارة الغربية بدل التأسف على فقدان هذا المكسب الكبير، الذي غرفت منه المملكة لمدة 25 عامًا مع مواصلة التآمر ضد وحدة وسلامة بلدنا، يجب أن يفهم، وإلى الأبد.