أروى بريس
المخابرات الجزائرية تحاول رد الاعتبار لنفسها من خلال تجنيد مليشيات شبه عسكرية لمهاجمة سياج مليلية من طرف مهاجرين افارقة بعد ان وجهت لها المخابرات المغربية لادجيد ضربات قاسية فى عدة مناسبات و توالى الشهادات الإيجابية في حق المغرب الذي يصنف ضمن الدول التي تتوفر على جهاز مخابرات محترف ومؤهل وكفؤ. فبعد الإشادة الأمريكية والروسية والأوربية والإفريقية، بل والأسيوية ، هاهي التقارير الإعلامية الدولية والعربية تسلط الضوء على فعالية مخابرات المغرب في تصنيف لأقوى المخابرات في العالم العربي، حيث جاء المغرب في المرتبة الأولى ضمن خمس أنجع أجهزة مخابرات .
ان كشف المخابرات المغربية لمعلومات تخص دخول زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي إلى إسبانيا بجواز سفر جزائري مزور وإسم مستعار من أجل العلاج، أحدث رَجّة كبيرة داخل جهاز المخابرات الجزائري الذي فشل بشكل ذريع في تدبير زيارة “سرية” لزعيم الجبهة الإنفصالية إلى إسبانيا رغم التكتم الشديد الذي رافق الإعداد لهذه الزيارة من إخراج جواز سفر حقيقي جزائري بمعطيات مزورة إلى وضع إسم مستعار في وثائق إبراهيم غالي عند ولوجه الحدود الإسبانية عبر مطار سرقسطة الدولي.
ان الحالة التي يعيشها جهاز المخابرات الجزائري و التي تتحرك بميزانية ضخمة بعد هذه العمليات الفاشلة، ترتقي لـ”الإذلال و المهانة ”.
ان العمليات الاستخباراتية الفاشلة التي تم الإعداد لها مطولا من طرف جهاز (DDSE) جعلت المخابرات الجزائرية تعيش نوعا من “الإذلال الحقيقي”، ودفعت رئيس جهاز المخابرات الخارجية، اللواء نور الدين مكري الملقب بـ “محفوظ” لعقد اجتماعات متواصلة مع كبار ضباط جهازه للكشف عن أسباب هذا الفشل “الكارثي” لجهاز المخابرات، خصوصا وأن ضغوط كبيرة تحوم حول رأسه من طرف سعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش، والحاكم الفعلي للجزائر، لتبرير ما حصل.
أشياء لا تسير على ما يرام في الأيام الأخيرة داخل مديرية التوثيق والأمن الخارجي (DDSE)، حيث كثف اللواء نور الدين مكري الملقب بـ “محفوظ” من عدد الاجتماعات الطارئة لدراسة التطورات الخاصة بكشف المغرب دخول زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، إلى إسبانيا، كما أنشأ اللواء نور الدين مكري وحدة أزمات خاصة للتعامل مع جميع السيناريوهات في هذا الملف الذي خرج تمامًا من سيطرة المخابرات الجزائرية.
والأسوأ من ذلك أن قضية إبراهيم غالي أصبحت فشلا ذريعا لجهاز المخابرات الجزائرية، وإذلال حقيقي. حيث كان من المفترض أن يتم نقل زعيم جبهة البوليساريو إلى إسبانيا بشكل سري بعد أن تدهورت حالته الصحية بفعل مضاعفات مرض السرطان الذي يعاني منه (وليس فيروس كورونا كما أعلنت الجبهة).
ومن أجل ذلك، تم توفير جواز سفر جزائري حقيقي بمعطيات مزورة، وإسم مستعار لإبراهيم غالي من أجل إدخاله إلى إسبانيا بدون أن يثير الانتباه، أو أن يتم تسريب معلومات عن المستشفى الذي سَيُعالج فيه، بعد أن تعذر معالجته في المستشفيات الجزائرية المحدودة، طبيا.
ولتنفيذ هذه المهمة الحساسة للديبلوماسية الجزائرية، تم تكليف جهاز المخابرات الخارجي “DDSE” لتنفيذ هذه المهمة، بقيادة رئيسه اللواء نور الدين مكري الملقب بـ”محفوظ البوليساريو” لخبرته في الملف الصحراوي. لكن الخبير فشل بشكل محرج لجهازه بعد أن تم كشف تفاصيل “تهريب” زعيم الجبهة الانفصالية إلى إسبانيا من طرف المخابرات المغربية، كما تم كشف الإسم المستعار وجواز السفر المزور والمستشفى الذي أُدخل إليه إبراهيم غالي بمدينة لوغرونيو شمال إسبانية.
هذا الفشل الذريع لجهاز يعتمد عليه النظام الجزائري لتسويق البوليساريو خارجيا، سيتسبب لامحالة في متابعة زعيم الجبهة إبراهيم غالي قضائيا في إسبانيا بعد الضغوط التي مارسها المغرب وأدت في الأخير لاستدعاء غالي للمثول أمام المحكمة الإسبانية العليا .
ومع قسوة هذا الفشل الاستخباراتي، اللواء نور الدين مكري يوجد في حالة غضب دائم، حيث جمع بشكل متكرر كل الضباط المعنيين بشكل مباشر بعملية نقل غالي السرية إلى إسبانيا ودائرة الضباط الضيقة لهذه العملية، حيث يعتقد أن جهازه تعرض للاختراق وفك شفراته من قبل جهات خارجية ما تسبب في تسريب معطيات العملية التي أصبحت كل تفاصيلها منشورة في وسائل الإعلام الدولية، وتسبب معه أيضا في حرج كبير للجزائر .
ولكشف هذا الأمر داخل جهاز المخابرات الجزائرية، أقدم اللواء نور الدين مكري على فتح تحقيق داخل DDSE حيث تم الاستماع إلى العديد من المسؤولين داخل الجهاز، وهو ما جعل ضباط المخابرات في حالة من الشك والريبة فيما بينهم بعد أن أصبح الكل يشك في الكل وسط ضغوط رهيبة من سعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش، والحاكم الفعلي للجزائر للكشف عن أسباب هذا الفشل “الضار” جدا للجزائر عجلت باقالة الرجل العجوز المريض نور الدين مكري الى جانب العقيد حسن حميد .