و تناولت كبريات الصحف الإسبانية، بشكل كبير وواسع خطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لعيد العرش المجيد .
و ركزت معظم الصحف الاسبانية على ثلات فقرات مهمة فى الخطاب الملكي السامي ترسيخ الاستقرار الاجتماعي، وتحسين أوضاع المرأة والأسرة، وتعزيز قدرة الاقتصاد الوطني. بالإضافة إلى ذلك، فيما يتعلق بالساحة الدولية، خصص جزء كبير من كلماته للمصالحة مع الجزائر.
واستهل كلمته بالإشارة إلى “السياق المضطرب الذي لا تزال فيه الأزمة، الناجمة عن جائحة كوفيد-19 وتحولات البيئة الدولية، تؤثر على الاقتصاد الوطني والعالمي”. الوصفة التي قدمها للمواطنين والقادة في مواجهة هذه الأزمة هي “القيادة والمرونة”.
وفي معرض إشارته إلى إصلاح قانون الأسرة، قال إنه “لا يتمثل في منح المرأة امتيازات مجانية، بل بتعبير أدق، في ضمان تمتعها الكامل بالحقوق المشروعة التي يمنحها إياها القانون. وفي مغرب اليوم، لم يعد من الممكن حرمانه من هذه الحقوق”.
و أكد الملك أنه لن يتعارض مع الدين أو المجتمع المغربي، لكنه يعتزم أن تكون إعادة التشكيل “تتسم بالاعتدال والانفتاح في تفسير النصوص والرغبة في التشاور والحوار، وأنه يمكن الاعتماد على دعم جميع المؤسسات والجهات الفاعلة المعنية”.
تواصل مع الجزائر
و في هذا السياق، اهتمت الصحف الاسبانية كما في خطابات أخرى، مد العاهل المغربي يده إلى الجزائر. “إن الحدود التي تفصل بين الشعبين المغربي والجزائري – المغلقة منذ عام 1994 – لن تكون أبدا حواجز تحول دون تفاعلهما وتفهمهما. ويحدونا الأمل في أن تصبح هذه الحدود جسورا تسمح للمغرب والجزائر بتحقيق مستقبل أفضل وتقديم مثال جميل للوئام للشعوب المغاربية الأخرى”.
ولهذا السبب، يأمل في “العمل مع الرئاسة الجزائرية حتى يتمكن المغرب والجزائر من العمل جنبا إلى جنب لإقامة علاقات طبيعية”. وبهذه الطريقة، حث المغاربة على “الحفاظ على روح الأخوة والتضامن وحسن الجوار التي تحركهم تجاه أشقائنا الجزائريين”.
وبالنسبة لمحمد السادس، فإن “الاتهامات الموجهة إلى المغاربة بإهانة الجزائر والجزائريين هي من عمل أشخاص غير مسؤولين يسعون جاهدين لزرع الفتنة بين الشعبين الشقيقين”.
ووصفهم بأنهم “افتراءات حمقاء تماما وفظيعة بصدق”. وأكد للشعب المغربي “العزم الراسخ على إيجاد حل للوضع الراهن وتعزيز التقارب والتواصل والتفاهم بين الشعبين”.
العفو الملكي
و تطرقت الصحف الاسبانية كما هو الحال في كل احتفال، الى العفو الملكي الدي يمنحه جلالته للسجناء و المحرومين حيث منح جلالة الملك عفوه عن 1,769 شخصا، بعضهم محتجزون وآخرون مطلقو السراح، أدانتهم المحاكم المختلفة في البلاد.
تهانينا من جو بايدن
تلقى محمد السادس رسالة تهنئة من الرئيس جو بايدن. “وأعرب باسم الولايات المتحدة والشعب الأمريكي عن تهانيه للملك، وأكد أن العلاقات الاستثنائية بين المغرب والولايات المتحدة لا تزال تتعزز بفضل الأساس المتين لتاريخنا المشترك.
وقد تميزت العلاقات الثنائية بين البلدين هذا العام بالاحتفال بالذكرى ال 16 لدخول اتفاقية التبادل الحر بين الولايات المتحدة والمغرب حيز التنفيذ، والاحتفال في مراكش بالاجتماع الوزاري للتحالف المناهض لداعش وقمة الأعمال الأمريكية الأفريقية.
وقد وضع المغني المغربي سعد لامجراد ونيكولاس رييس، مغني فرقة جيبسي كينغ، وهي فرقة محبوبة في المغرب، والتي أصدرت هذا السبت أغنية تكريما لمحمد السادس. الأغنية بعنوان Viva el rey amado والفيديو كليب على يوتيوب يجمع حوالي 400،000 مشاهدة.