أروى بريس – اسبانيا
تسعى المخابرات الجزائرية ، بشراسة لمنع الاجتماع المزمع عقده من طرف الحركة الصحراوية من أجل السلام في الجزيرة الاسبانية لاس بالماس دي غران كناريا في الأشهر المقبلة ، والذي من المفترض أن يحضره رجال دولة وشخصيات سياسية بارزة في الحزب الاشتراكي الإسباني مثل رئيس الوزراء السابق خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو ووزير الدفاع السابق خوسيه بونو وأكاديميون وممثلون مهمون للمجتمع الصحراوي، بما في ذلك مجموعة كبيرة من أحفاد ابناء الصحراء البارزين.
في هذه المرحلة، لا ينبغي أن يفاجئ السلطات الجزائرية أنها بعد خمسين عاما من الأخطاء القاتلة والانتهاكات التي تعمل كحزب واحد، تنتفض ضد القيادة الأبدية لمنتقدي البوليساريو وتيارات المعارضة التي تطالب بتغييرات داخلية وتصحيح الاستراتيجيات الخاطئة التي لا يمكن أن تؤدي إلا إلى انتحار جماعي.
إن الجزائر، التي كانت مسرحا لتغييرات نموذجية لصالح الديمقراطية والتعددية الحزبية، لا يمكنها ولا يجب عليها أن تتجاهل أوجه القصور في الإدارة والانتهاكات غير المبررة التي ارتكبتها قيادة البوليساريو. وبدلا من ترديد حجج ونسخ تلك القيادة، المنخرطة في صراعات داخلية من أجل السلطة والامتيازات، ينبغي للسلطات الجزائرية أن تولي مزيدا من الاهتمام لرثاء ذلك الجزء الصغير من السكان الصحراويين الذين يحتمون بتندوف والذي يظهر يوميا سخطه وتعبه في مواجهة قسوة الحياة، وعدم المساواة والمصير الغامض الذي تقودها إليه قيادة البوليساريو القديمة.
إن مؤامرات أجهزة الاستخبارات الجزائرية في بلدان أخرى لمنع محاولة بدء حوار صحراوي حر ومفتوح في فضاء محايد يمكن أن يتحول إليه أولئك الذين يدعون أنهم يمثلون جميع الشعب الصحراوي هو تدخل مؤسف في الصراع المفتعل فى ملف الصحراء المغربية في القرن الحادي والعشرين قبل بقية الصحراويين.