بقلم : البراق شادي عبد السلام.
▪️تعادل ثمين للأسود في مواجهة كرواتيا ..لكن الإنتصار مطلب الجمهور :
بعيدا عن لغة الإنشاء و مايطلبه المستمعون بالمقارنة مع الروح القتالية التي أظهرتها منتخبات تونس و السعودية بحكم توفر مجموعة من العوامل المهمة المساعدة على تحقيق نتائج إيجابية فإن الروح القتالية داخل المستطيل الأخضر كانت غائبة بشكل كبير لدى لاعبي المنتخب المغربي ، كما أن لمسة الناخب الوطني وليد الركراكي غائبة تماما عن المباراة .
المنتخب المغربي للأسف في مجمل لعبه تنقصه شراسة التسجيل و إمكانية تحويل هجماته لتحقيق خطورة حقيقية على مربع عكليات الخصم خاصة و أن لاعبيه يتميزون بلياقة بدنية عالية و تنظيم مهم في خطوط الدفاع و الوسط .
شخصيا بعد النتائج الغير المنتظرة التي عرفها هذا المونديال كنت أنتظر نتيجة مغايرة للتوقعات كرستها سقوط الدنمارك و الأرجنتين و ألمانيا أمام إصرار منتخبات السعودية و تونس و اليابان علل خلق فرص للفوز .
الناخب الوطني وليد الركراكي إختار خطة “مزلاج الباب” أو الكاتيناتشو 4-2-3-1 و ذلك بإعتماد الدفاع المنظم من قبل الفريق في انتظار الفرصة لشن هجمة معاكسة (مرتدة) سريعة ومنظمة على مرمى الخصم وتسجيل الهدف، عبر استغلال المساحات الخلفية التي يتركها الفريق الآخر في أثناء الهجوم و ذلك عبر وضع يوسف النصيري و حمد الله في الدقيقة 80 بمركز رأس الحربة ومن خلفه الثلاثي حكيم زياش وبوفال على الأجنحة وفي مركز صانع الألعاب سليم أملاح و ذلك بالضغط في وسط الميدان و محاولة لتطوير هجوم ب 3 هجمات حقيقية على مرمى كرواتيا ولكن دون خطورة ، بينما كانت أخطر الهجمات لصالح كرواتيا عندما استغل “ايفان بيريسيتش” هفوة دفاعية للمنتخب الوطني كادت أن تعطي الهدف الأول، بعد تسديدة صاروخية مرت محادية لمرمى ياسين بونو.
رغم أن المنتخب الكرواتي ظل هو المهيمن على أطوار المباراة بخطة 4-4-3 حيث سجل 869 لمسةو 586 تمريرة و 20 عرضية لكرواتيا مقابل 583 لمسة و 303 تمريرة و 9 عرضيات للمغرب ليحقق المنتخب الكرواتي نسبة إستحواذ بلغت 60٪ مقابل 40٪ للمنتخب المغربي .
لم يُظهر المنتخب المغربي أي ردة فعل قوية ، لا بل بدا أن منتخب كرواتيا لم يكن في أفضل حالاته على مستوى الأداء وكان يُهاجم أكثر ويصل إلى منطقة جزاء الحارس ياسين بونو أكثر من مرة ، في الشوط الثاني واجه المغرب صعوبة كبيرة للخروج بالكرة من وسط الملعب بسبب الضغط المباشر الموجه من لاعبي كرواتيا ، مع إعتماد الأخير على افتكاك الكرة وخلق تحولات هجومية سريعة لضرب خط دفاع المنتخب المغربي المنافس المتقدم.
المنتخب الكرواتي حسب تصريحات مودريتش و تحليلات الصحافة الكرواتية لم يستطع اللعب بشكل جيد و لم يستطع تقديم مباراة قوية حيث تم عزل الثلاثي الهجومي فلاسيتش كراماريتش بيريسيتش و بينما خط الوسط ظل مغيبا عن المباراة ممثلا في مودريتش و كوفاسيتش و بروزوفيتش ظل تحت مراقبة خط الوسط المغربي ممثلا في سفيان أمرابط و عز الدين أوناحي و سليم أملاح.
الحارس بونو هو رجل المباراة بلامنازع حيث تدخل بشكل بارع في مناسبتين أهمها الدقيقة 52، لاعتراض تمريرة من ضربة زاوية ليجهض محاولة الهجوم الكرواتي تحويلها إلى هدف .
الزلزولي قدم مباراة جد سيئة بأخطاء تكتيكية قاتلة و بأداء طفولي و أخطاء لا علاقة لها بلاعب في كأس العالم .
النصيري هو الآخر ظل منفصلا عن جو المباراة دون تقديم المطلوب منه لدعم خط الوسط بإستغلال الهجمات المرتدة من خط الدفاع و بالتالي فمحاولاته للتوغل وحيدا دون تغطية من الأجنحة في نصف الملعب الكرواتي كانت محاولات إنتحارية كادت أن تولد هجمات مرتدة خلقت متاعب لخط الدفاع أشرف حكيمي و نايف أكرد رومان سايس و نصير مزراوي.
تعادل المغرب و كرواتيا يصب في صالح المنتخب البلجيكي الذي سيلعب على كسب ثلاث نقاط مما سيصعب المباراة القادمة مع كندا التي يعول عليها العديد من المتابعين لكسب ثلاث نقاط مؤهلة للدور الثاني .
▪️ المانشافت الألمانية تتعثر أمام صلابة طموح الساموراي الأزرق الياباني :
إستطاع المنتخب الياباني تجاوز العقبة الألمانية بفوز مستحق رغم الهيمنة الواضحة للمانشافت الألمانية على أطوار المباراة بنسبة إستحواذ على الكرة بلغت 66٪ ترجتمتها أكثر من 1025 لمسة و 730 تمريرة عرضية و 26 تسديدة على المرمى و 26 تمريرة عرضية مقابل 533 لمسة و 217 تمريرة و 12 تسديدة على المرمى و 12 تمريرة عرضية لمنتخب اليابان .
في الدقيقة 33 إستطاع الألمان إصطياد ضربة جزا حولها لاعب مانشتر سيتي إلكاي جوندوجان إلى هدف في مرمى الحارس المخضرم شويتشي جوندا .
الناخب الياباني إعتمد على خطة 4-5-1 من أجل سلامة دفاعية أكثر و تعبئة وسط الميدان لكسر سلاسل الهجوم التي يمكن أن يطورها الفريق الخصم و هذا ما لاحظناه في الدقائق 30 الاولى من المباراة حيث تم غلق مساحات اللعب و تضييق هامش المناورة أمام الآلة الهجومية الألمانية .
في المقابل بدأ مورياسو مدرب اليابان برسم تكتيكي 5-4-1، لفرض كثافة دفاعية على الهجوم الألماني القوي، بالمقابل فضل هانز فليك الإطار التقني الألماني اللعب المباشر بالإعتماد على الخطة 4-2-3-1 و ذلك بالإعتماد على اللاعبان اللذان يلعبان في الجزء الخلفي من الأربعة ، والمعروفان بـ “المحور المزدوج” و هما جوشوا كيميتش و إلكاي جوندوجان يقدمان الدعم للدفاع و تفكيك هجمات المعارضة ، حيث قام كيميتش بتوجيه تسديدتين على المرمى اليابانية قبل أن ينجح في في تمرير كرة ثمينة إلى راوم، حصل بها على ركلة جزاء في الدقيقة 33 سجلها جوندوجان لألمانيا أما الآخر يضع مزيدًا من التركيز على توزيع الكرة على لاعبي الهجوم سيرج جنابري و توماس مولر .
فليك واصل طريقته اللعب المباشر للأمام مع التواجد في مناطق الخصم الدفاعية بأسرع وقت ممكن.
في الشوط الثاني قام النتخب الياباني بإجراء تغيير جذري في طريقة اللعب و الإعتماد على الخطة 3-4-4 في مغامرة محسومة التوقعات من الجانب الياباني و النتيجة كانت تسجيل هدف التعادل عن طريق ريتسو داون نجم فرايبورج في الدقيقة 75 هدف آخر في الدقيقة 83 من رجل ناكوما أسانو .
▪️الإعصار الإسباني يجتاح سواحل كوستاريكا بسباعية نظيفة .
من خلال 17 تسديدة مباشرة إلى مرمى الحارس كايلور نافاس غامبوا حارس منتخب كوستاريكا و باريس سان جرمان الفرنسي سجل منتخب لافوريا روخا ( الغضب الأحمر ) سباعية نظيفة حيث إكتسح الهجوم الإسباني و خط الوسط بشكل متناوب مربع العمليات ليمطر شباك كوستاريكا بأهداف في ظل إنهيار خط الدفاع في الفريق الخصم .
سيطرت شبه كاملة للإسبان على أطوار المباراة بنسبة إستحواذ تجاوزت 74 ٪ و ب 1260 لمسة و 1002 تمريرة مقابل 433 لمسة و 184 تمريرة لكوستاريكا .
إعتمد الناخب الإسباني لويس إنريكي خطة 4-3-3 التي تعتبر المضاد الفعال لخطة 2-4-4 التي إعتمدتها كوستاريكا حيث تم تعطيل الأجنحة و إختراق كامل لخط الدفاع عبر سحب لاعب خط الوسط بابلو مارتن باييز (18 سنة) لمساندة خط الدفاع وتكسير الهجمات لتنمح كتيبة الماتادوريس في الملعب فرصة للتخلص من فوضى الهجمات المرتدة التي حاول بناءها منتخب كوستاريكا في مناسبة واحدة فقط .
المنتخب الإسباني يحصد فوز عريض على كوستاريكا مع تسحيل فارق الأهداف و يقطف ثلاث نقاط ثمينة سيتخدمها إنريكي كبارشوك لتخفيف الإصطدام المقبل مع الآلة الألمانية و مباراة أخرى أكثر صعوبة مع مهندسي المنتخب الياباني .
▪️ ثلاث نقاط لمنتخب بلحيكا في مباراة متكافئة مع كندا .
إستطاع المنتخب البلجيكي في مباراة متكافئة تكتيكيا و بدنيا إنتزاع فوز صعب من أمام المنتخب الكندي الذي إستطاع أن يحرج دفاعات الشياكين الحمر في أكثر من 22 مرة بخط هجوم قوي و متناسق يمثله جوناثان ديفيد و في يمينه تاجون بوشانان مع خط وسط من أربع لاعبين حيث لعب الفريقان بنفس الخطة تقريبا في أغلب أطوار المباراة 3-4-2-1 .بالعودة للإحصائيات الرقمية للمباراة نجد 732 عدد اللمسات لمنتخب البلجيكي مقابل 662 لكندا و 454 تمريرة لبلجيكا مقابل 389 لكندا و نسبة إستحواذ بلجيكية بلغت 53٪ مقابل 47 ٪ للمنتخب الكندي .
مباراة حاول فيها الناخب الكندي جون هيردمان أن يحتفظ بتشكيلته في الشوط الاول ليقوم بتغيير خط الوسط بأكمله مع الإحتفاظ بنفس تشكيلة اللعب حيث أدخل لاعب الوسط الهجومي لويس أوبيندا و لياندرو تروسارد للتغطية على الهجمات المركزة لخط الهجوم البلجيكي يانيك كاراسكو و ايدين هازارد و ميشي باتشواي.
المباراة بشكل عام كانت قوية و أظهرت أن المباريات القادمة للمنتخب المغربي ستكون أكثر من صعبة و نقطة التعادل التي يروجها أصحاب الخطاب الإنشائي على نطاق واسع بأنها إنتصار في مواجهة عملاق إسمه كرواتيا قد تدخل المنتخب المغربي في لعبة الحسابات هو في غنى عنها و تبعده عن التأهل المريح للدور الثاني .
كندا ستلعب المباراة القادمة بروح قتالية أظهرت جزءا كبيرا منها في مواجهة بلجيكا .
كل ما أتمناه هو أن يقدم الأسودمباراة قوية يوم الأحد و أن يظهر حضور وليد الركراكي أكثر في رقعة الملعب بخطة محكمة و سيطرة تقنية كاملة على أجواء المباراة .