بقلم الطالبة: أسماء مداح
راج في السنوات الأخيرة، مصطلح تمغربيت وهو مفهوم احتل مكانة بارزة بشكل متزايد في المقالات والنقاشات في الشبكات الاجتماعية وداخل المجتمع المدني أيضا. يعطي النطاق الواسع لهذه الكلمة رونقا خاصا متعدد المعاني، بالنسبة للبعض تشير كلمة “تمغربيت” إلى “هوية مشتركة تتجاوز الاختلافات وترسيخ الشعور بالانتماء القومي، وبالنسبة للبعض الآخر فإن الكلمة “تنضح بدلالة انعزالية”، في حين أن هناك من يرى أنها استجابة مثيرة للاهتمام بالتحديات التي تطرح على المجتمع المغربي في القرن الحادي والعشرين”.
عشية يوم الجمعة، تم الافتتاح الرسمي للدورة التكوينية التي أشرفت عليها مؤسسة الأطلس الكبير بشراكة مع مركز هولينغ للحوار الدولي بين الجامعات بالمغرب، وبتعاون مع العيادة القانونية بفاس. واتخذت الدورة كشعار لها ” التعايش الثقافي المغاربي والاندماج” .
ويعتبر برنامج هذه الدورة فرصة للتعرف على الثقافة المغربية، بالإضافة لخلق فضاء للحوار والتعارف بين الشباب المشاركين، وأيضا اللقاء بمختلف مكونات المجتمع المغربي (الطلبة، والمسؤولون..) بهدف المحافظة على الهوية الوطنية للأجيال الصاعدة، في أبعادها اللغوية والدينية والثقافية، وتعزيز الروابط الثقافية للمغاربة الشباب وتقوية علاقات المحبة والصداقة بين المغاربة كافة . كان هذا موضوع أولى سلسلة الدورات التكوينية تحت إشراف الدكتور يوسف بن مير، وبحضور السيدة المديرة صفاء بوهلالة، وعبد الله عبودي المساعد القانوني للعيادة القانونية بفاس.
وفي إطار هذه الدورة التي أجريت عن بعد، بمشاركة المسيرين المنخرطين لدى مؤسسة الأطلس الكبير، والطلبة الوافدين من مختلف الجامعات بالمغرب، قدم الدكتور يوسف بن مير كلمة ترحيبية للحاضرين، مع ترحيب خاص أيضا برئيس جماعة تارودانت وباقي الحضور .
وقدم الأستاذ رئيس جماعة تارودانت تحليله لمفهوم “تمغربيت” بكل معانيه و نطاقه، والتحريفات التي يمكن أن يتعرض لها، والفرص التي يمثلها بالنسبة للمشروع المجتمعي المغربي. وقامت السيدة المديرة صفاء بوهلالة بطرح سؤال على الحاضرين حول معنى مفهوم “تمغربيت”، حيث عبر الطلبة المشاركين في هذه الدورة وكذا الأساتذة الحاضرين عن تعريفهم لمصطلح تمغربيت كالآتي :
تمغربيت هي “l’ADN”.
“تمغربيت هي التنوع الثقافي، والهوية الوطنية”
تمغربيت هي عبارة عن دينامية متفاعلة لا يمكن فصل أي عادة أو أي ثقافة مغربية عن الأخرى وبالتالي تمغربيت هي نحن هن، أنتم وأنتم، هم نحن، لأن التعايش يحتاج إلى دينامية أخوية “الأول يكمل الثاني”.
بكل تأكيد وبدون أدنى شك، المغرب هو وطن المغاربة يسع لهم جميعا من يوجد بداخله ومن كتبت له الأقدار أن يهاجر خارج أراضيه، كل المغاربة يحملون دم وطنهم بداخلهم، وطنهم الذي سالت دماء أجدادهم وأسلافهم دفاعا عنه وحماية له، وارتوت بها أرضه وسار الوطن يجري في عروقهم .
لكن هل يا ترى نريد فعلا إيجاد قاسم مشترك يجمع بين المغاربة كلهم؟ هل الهدف الذي نرمي إليه هو إدماج المغاربة بمكوناتهم المتعددة في كل ما يسع للجميع؟ كانت كل هذه التساؤلات موضع نقاش بين مختلف الحضور.
وإزاء ذلك، كان لا بد من الإهتمام بنشر وتعزيز ثقافة الحوار بين طلاب الجامعات لتمكينهم من فهم وقبول الآخر حتى يصبحوا جيلا مزودا بثقافة الحوار والتواصل مع الآخر مما يقيهم شر النزاعات، والعنف والتطرف والخلاف.و لكي تنجح الجامعات في تحقيق هذا الهدف فإنه عليها ألا تنظر إلى الحوار على أنه مجرد نقاش أصم بين الطلاب عما يدور حولهم من صراعات داخلية أو خارجية، وإنما توجيههم لاكتساب مهارات ثقافة الحوار والتحاور التي تعينهم على فهم العالم الذين يعيشون فيه وتمكنهم من التثقف والتسامح وقبول الآخر.