بقلم : البراق شادي عبد السلام
مباراة المنتخب المغربي اليوم أمام الإسبان برسم دور ثمن نهائي كأس العالم هو حدث كروي مفصلي في التاريخ الرياضي المغربي ، في حالة الفوز و تحقيق النصر و التأهل لدور الربع و مابعد الدور الربع أكيد ستكون له تداعيات حقيقية على كرة القدم الوطنية و المشهد الرياضي بمجمله بالمغرب .
إحتضان جماهيري لا مثيل له داخل المغرب و خارج المغرب للمنتخب المغربي و رهان شعبي حقيقي على تحقيق نتائج إيجابية و الدليل هو المشاهد الوطنية المعبرة التي وثقتها كاميرات الشعب المغربي لملايين المغاربة و المغربيات الذين خرجوا ليعبرو بنظام و إنتظام على فرحتهم الغامرة بإنتصار المنتخب المغربي و تصدره المجموعة و عبوره المشرف إلى الدور الثاني .
الجميل في الأمر هو أن من يقود المنتخب المغربي في هذه المغامرة الرياضية الجميلة هو مدرب مغربي شاب ” ولد البلاد ” بروح إيجابية و بإمكانيات تواصلية هائلة و بقدرة كبيرة على تحقيق توازنات داخل فريق يعج بالنجوم و الطاقات و المواهب .
وليد الركراكي يأتي إلى المنتخب المغربي و يتحمل مسؤولية الإدارة التقنية في توقيت حرج بعد قرار إستثنائي به الكثير من الشجاعة و المسؤولية للسيد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم بإعفاءه ل
” الوحيد ” حاليلوزيتش من مهمة تدريب منتخب الأسود فإستطاع ” الوليد ” خلق روح فريق متكامل بقوة هجومية أرعبت الخصوم و خط وسط بجدار دفاعي أنهك أعتى المنتخبات العالمية .
وليد الركراكي بفريق النجوم الذي يتوفر عليه و جو الثقة الذي حرصت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على أن تضعها في شخصه و طاقمه و بعدم السماح لأي طرف في تحديد إختياراته التقنية أو الفنية و العمل على الحفاظ على إستقلالية قراره و إبعاد الفريق على أي تأثيرات جانبية تؤثر على أداءه هو اليوم مطالب بتحقيق نتائج إيجابية تدخل الفرحة لملايين المغاربة .
وليد الركراكي و أسوده سيفعلونها إذا إستمرت الروح القتالية و الإندفاع الهجومي و العمل بمبدأ الفريق مع الإعتماد على تغييرات تكتيكية دقيقة في الزمكان المناسب و دراسة مستفيضة للخصم الذي هو الآخر يمتلك العديد من المعطيات على فريقنا الذي يلعب العديد من لاعبيه فلاليغا مما يشكل سلاحا ذو حدين .
الفلسفة الإسبانية في كرة القدم تعتمد عى الإستحواذ و الإحتكار و البناء من الخلف و تبادل المراكز دون الإخلال بالمنظومة التكتيكية و ترك مساحات داخل التشكيل و القيام بهجمات إستباقية في تقدمها ولا تعتمد على المرتدات الهجومية ، فهي مبنيّة على تبادل المراكز المستمر والضغط المكثّف على خطوط الدفاع .
لويس إنريكي الناخب الإسباني أحد تلاميذ مدرية لاماسيا في فريق البارصا أو الكرة الشاملة كما أسسها كرويف في إسبانيا و سيظل وفيا لمدرسته الأم في هذه المباراة المنتخب الإسباني لديه مشاكل في خط الدفاع و لاعبي الأطراف يتوغلون في مساحات ولعب الخصم من أجل زيادة عددية بدخول الأجنحة لوسط الملعب لأجل زيادة عددية في الهجوم ، المنتخب الإسباني سيحاول الحفاظ على تردده الخاص باللعب على طريق الإنتشار الشامل في الملعب و التمريرات العرضية دون الدخول في إشتباكات و التركيز على الكراث الثابتة في التهديف و الكرات العالية .
المنتخب المغربي كفريق به العديد من النجوم الممارسين في أكبر المدارس و البطولات العالمية له من الخبرة و الإحتكاك و التجربة داخل البطولة الإسبانية بفهم عميق لدواليبها و سراديبها السرية التي تجعله قادرا على وقف الزحف الإسباني و خلق متاعب حقيقية لخط دفاع الإسبان لذا فالمنتخب المغربي به الكثير من المفاتيح و الأوراق الرابحة التي تستطيع قلب الموازين و تضييق المساحات أمام خط الهجوم و غلق المنافذ خاصة مع تواجد أمرابط كسد منيع بلياقة بدنية كبيرة قادر على اللعب لتسعين دقيقة و أكثر دون توقف ، التجربة المغربية في إسبانيا هي الورقة الرابحة في المباراة فالمدرب وليد الركراكي لعب لسنوات مع فريق سانتاندير بين 2004 و 2006 كمدافع و ظهير أيمن إصطدم في عشرات المقابلات مع المنظومة الهجومية لمختلف النوادي الإسبانية فلاليغا . الحارس ياسين بونو يتألق بشكل كبير إشبيلية الإسباني، ومن قبله جيرونا، حيث تألق بدرجة كبيرة مع الفريق الأندلسي، وقاده إلى الفوز بلقب الدوري الأوروبي موسم 2019 – 2020، وحصل على جائزة أفضل حارس بالدوري الإسباني متجاوزا البلجيكي تيبو كورتوا، بوصفه صاحب النسبة الأقل في استقبال الأهداف.. أيضا يوسف النصيري لاعب أساسي في نادي إشبيلية بسجل تهديف وصل ل 37 هدف و هاتريك مرتين ثم الجدار المغربي المتألق في نادي إشبيلية ياسين بونو الذي إنطلق في مسيرته من الوداد، قبل أن يصل إلى الكرة الإسبانية من بوابة أتلتيكو مدريد عام 2012، وتدرج في جيرونا بين 2016 و2019، قبل أن ينضم بشكل نهائي إلى إشبيلية و سفيان بوفال لعب موسماً في الليغا الإسبانية في سيلتا فيجو 2018-2019، وخاض 35 مباراة مع الفريق بنتائج طيبة ، عبد الصمد زلزولي لاعب برشلونة و المعار حاليا لأوساسونا بعمر 20 سنة من المواهب الكروية الواعدة عالميا في السنوات المقبلة حسب مراقبين و أشرف حكيمي نجم باريس سان جيرمان الفرنسي و أحد أعمدتها الدفاعية ، بدأ مسيرته مع ريال مدريد الإسباني، حيث توج بلقب دوري أبطال أوروبا في موسم 2018 .
تواجد هذه المفرزة من نجوم لا ليغا في المنتخب المغربي بشكل مباشر سينهي كل محاولة للضغط النفسي على اللاعبيم أو محاولة التأثير على معنوياهم أو آداءهم في رقعة الميدان .
اليوم فريقنا سيحقق إنتصارا قويا على الإسبان في مباراة 120 دقيقة متسلحا بدعم الجماهير المغربية و بالمبادرة الهجومية و الإنتشار الجيد في الميدان و العمل على بعثرة دفاعات الخصم بالضغط الهجومي العالي التردد .
الشعب المغربي المتفرد بخصوصياته الحضارية و الإنسانية عاش العديد من لحظات الإنتصار و الإعتزاز بمغربيته و بروح – تمغربيت – التي تعبق من بين ثنايا التاريخ العريق الممتد لأكثر من ثلاثة و ثلاثين قرنا من الإنتصارات و الأيام المجيدة .
في حالة تحقيق الإنتصار على منتخب إسبانيا و التأهل للعب مع كبار العالم في كرة القدم بما يحمله هذا الإنتصار من معاني متعددة الأبعاد و المساقات فإنه سيشكل منعطفا حقيقيا للرياضة في المغرب.
المملكة المغربية في تاريخها المعاصر عاشت العديد من الطفرات الرياضية التي حققت إنجازات ينحني لها الإنسان إعجابا و تقديرا و سطرت إسمها خالدة في التاريخ المغربي بمداد من الذهب .
الجوهرة السوداءالعربي بنمبارك في الخمسينات وفضية أيقونة الماراثون العالمية الراضي بنعبد السلام و منتخب 1970 الحائز على كأس إفريقيا و منتخب 1976 و أول مشاركة في كأس العالم و منتخب 1986 و أداءه التاريخي و تصدره لمجموعته و نوال المتوكل و سعيد عويطة و خالد السكاح و نزهة بيدوان و هشام الكروج و منتخب 1998 و مشاركته المشرفة في كأس العالم فرنسا و في الكؤوس الإفريقية ، كلها محطات رياضية تاريخية تؤكد على أن هذا الشعب يزخر بطاقات و مواهب مستدامة وجب علينا تهيئة الظروف الموضوعية و الذاتية لإكتشافها و مواكبتها و صناعة جيل من الأبطال يلعبون دورهم فب تعزيز مكانة المملكة المغربية الرياضية و يرفعون العلم المغربي خفاقا بين الأمم .
بإذن الله سنتسطيع تجاوز الإسبان ..و بعون الله و دعم الجماهير المغربية سيحقق شبابنا النصر و سنعبر لدور الربع ..فلدينا فريق عالمي .
وليد سيفعلها ..
وليد سيحقق النصر ..
وليد و المنتخب المغربي سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه..
و لله الأمر من قبل و من بعد..