أروى بريس
تجسّد زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى السعودية واقعا جديدا ومنعطفا تاريخيا للمنطقة، التي ينظر لها منذ زمن بعيد كبؤرة نفوذ حصري للولايات المتحدة خصوصا عبر تواجدها العسكري، إلا أنه في ظل توتر العلاقات بين الرياض وواشنطن أصبحت ترتسم صورة أخرى عن التقارب الأمريكي السعودي. كما أن هذه الزيارة مؤشر على التغير الحاصل في العلاقات الدولية، لعالم تريده الصين وروسيا ودول أخرى متعدد الأقطاب.
أثارت زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى السعودية التي بدأها الأربعاء، انتقادات أمريكية ليست بالمفاجئة، مع تحذير البيت الأبيض للمملكة شريكها الاستراتيجي بالمنطقة، من أن محاولة بكين توسيع نفوذها في العالم “لا تتلاءم” مع النظام الدولي.
في المقابل، ترى الصين في هذه الزيارة “أكبر مبادراتها الدبلوماسية على الإطلاق” مع العالم العربي، وهي تتزامن مع سعي الرياض لتوسيع تحالفاتها الدولية بما يتجاوز شراكتها القائمة منذ فترة طويلة مع الغرب.
حيث يأتي التقاء القوة الصناعية والاقتصادية الآسيوية مع عملاق الطاقة الخليجي، فيما تشهد العلاقات السعودية مع واشنطن توترا خصوصا على خلفية مسألة حقوق الإنسان، وأيضا دعم الرياض لقيود إنتاج النفط قبل انتخابات التجديد النصفي التي شهدتها الولايات المتحدة في نوفمبر .
كل هذا في وقت يعتبر فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن الوضع منافسة عالمية بين الديمقراطيات والأنظمة المستبدة، ويجعل منه محور عهدته الرئاسية.
ويبدو أن الرئيس شي جينبينغ يسعى من خلال زيارته لضرب عصفورين بحجر واحد، فمن المقرر أن يعقد قمتين، الأولى خليجية-صينية، والثانية عربية-صينية يحضرهما قادة دول المنطقة الذين شرعوا في التوافد على العاصمة السعودية، بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وإلى جانبه، يصل الرئيس التونسي قيس سعيّد إلى الرياض الخميس. كما أكد رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني ورئيس وزراء المغرب عزيز أخنوش ورئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي حضورهم.
وحسب الخارجية الصينية، فإن برنامج شي جينبينغ يمثل “أكبر نشاط دبلوماسي على نطاق واسع بين الصين والعالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية”.