يونس لقطارني
يتربصون بوطننا و يتناوبون “الهجمة” على بلدنا، كل على طريقته البهلوانية ، بقصد أو دون قصد، الطرف الأول يجلس أمام شاشات المعارضة، ويترصد أخطاء الدولة، وينفخ فيها، ثم يصفق لكل من يوجه لها سهامه، الثاني يتربع على مقاعد المسؤولية، ويصم آذانه عن الاستماع لأصوات الناس وأنينهم، وينغمس بامتيازاته ويدافع عنها بالمزيد من النفاق والقرارات الخاطئة ، أما الطرف الثالث فهو الآخر المتربص الذي يمارس وظيفة الدس والتشويه والتحريض، وربما الدعم، في سياق حرب نفسية أحيانا، واختراق مدروس أحيانا أخرى.
لا يختلف المغاربة ، مهما كانت مواقفهم، على أن بلدهم أصبح مستهدف. الإجماع على قضية “الاستهداف” المبرمج، والاعتراف به، يفترض أن يحفز لدينا الحس الوطني ويشحذ الهمة الوطنية، للخروج من لحظة الترقب والخوف واليأس نحو اليقظة والوعي والاستبصار، مهمة ذلك تقع على عاتق”النخب” السياسية والفكرية والاجتماعية، فهي المؤهلة للاشتباك مع الواقع من خلال طرح الأسئلة والإجابة عنها، إذ لا يمكن للدولة، أي دولة، أن تسير بتوازن وهي ترى بعين واحدة، هي عين من يمارسون الوظيفة العامة، وظيفة النخبة، معارضة أو موالية، هي التدخل بالعين الأخرى لإكمال رسم الصورة، وتحمل تكاليف ذلك.
و لن يتم ذلك بسهولة، وإنما يحتاج لوقف حالة التشرذم والصراعات الفارغة على تخوم المصالح والحسابات الضيقة، ونزول الجميع من فوق الشجرة كالتيوس التي نصبت نفسها زعيمة على القطيع ، للالتفاف حول هدف واحد، وهو حماية البلد والحفاظ عليه، ودفع العاديات والمغيرات عنه، هذا يحتاج لمصارحات عميقة ، وتنازلات قد تكون مؤلمة، والأهم أن يتم ذلك في إطار الصالح العام، بعيدا عن التصنيف لمن هو وطني أو غير وطني.
#حمى الله وطني 🇲🇦❤️ الغالي من كيد الكائدين ومكر الماكرين.