أروى بريس – إسبانيا
كشف تقريرا نشره الصحفي الاسباني، ميلشور سايز باردو،إن المفوضية العامة للمعلومات “CGI” التابعة لوزارة الداخلية، تُحذر من تحول الجزائر إلى مصدر رئيسي -في حالة إذا لم تكن قد تحولت بالفعل – للإرهاب الذي يُهدد إسبانيا، بعدما كان التركيز منذد عقود على “المتطرفين” من جنسية مغربية.
قادة الأمن الإسباني، يرون حاليا أن التركيز على التهديدات الإرهابية لا يجب أن تكون كلها منصبة على المغرب، بل أن المفوضية العام للمعلومات في آخر معطياتها تشير إلى “أن الجزائر قد تصبح قريبًا (إذا لم تكن قد أصبحت بالفعل) مركزًا رئيسيًا للإرهاب المحتمل تهديده لإسبانيا”.
ووفق نفس المصدر، فإن هناك مخاوف لدى المصالح الأمنية المكلفة بمكافحة الإرهاب التابعة لجهاز الشرطة الوطنية الإسبانية من أن “يتحول المتطرفون الجزائريون إلى مشكلة أمنية وطنية عن طريق إنشاء خلايا محلية في إسبانيا وأوروبا لملء الفراغ الذي تركه الاختفاء الفعلي لمنظمات إرهابية متعددة الجنسيات مثل القاعدة وداعش مؤخرًا”.
وقال التقرير، إن الكشف عن هذه المخاوف، جاء بعدما اضطر جهاز CGI لتبرير ترحيل معارض جزائري إلى بلده، ويتعلق الأمر بالضابط العسكري السابق محمد بنحليمة، الذي تم ترحيله إلى بلده في 24 مارس 2022، رغم تحذيرات المنظمات الدولية من تعرضه للتعذيب عند عودته على يد حكومة عبد المجيد تبون، التي اتهمته بالإرهاب.
وكانت مدريد قد بررت إعادة المعني بالأمر إلى الجزائر ما قالت قيامه بمخالفة جسيمة لقانون الهجرة بسبب “مشاركته في أنشطة معادية للأمن الوطني أو قد تضر بعلاقات إسبانيا مع دول أخرى، أو تورطه في أنشطة مخالفة للنظام العام”.
كما أن وزارة الداخلية الإسبانية كانت قد رفضت في ذلك الوقت منح اللجوء للضابط السابق، ولم تعترف بوضعه كلاجئ، بل وصفته بأنه خبير في “استخدام الأسلحة” و”مدرب في التقنيات والتكتيكات العسكرية” وأشارت تقارير CGI إلى أن هذه المهارات “يمكن استخدامها لتنفيذ أعمال عنف، سواء بشكل مستقل أو وفقًا لخطط المنظمة الأم”.
وبالرغم من أن ترحيله إلى الجزائر، جاء مباشرة مع الأزمة السياسية التي اندلعت بين الجزائر وإسبانيا عقب إعلان الأخيرة دعمها لمغربية الصحراء، وهو ما فع الكثيرون إلى الإشارة لوجود مقايضة سياسية بين الطرفين، إلا أن المبررات التي اعتمدت عليها أجهزة وزارة الداخلية، كشف عن وجود تهديدات إرهابية قد تكون الجزائر مصدرها.
وحسب الصحافة الإسبانية، فإنه بناء على تلك المكاشفات، فإن أجهزة مكافحة الإرهاب الإسبانية ستغير منهجيتها في محاربة الإرهاب، بتحويل التركيز أيضا إلى الجزائر والجزائريين بدل التركيز على المشتبه فيهم من جنسية مغربية أو من أصول مغربية.