سعيد حطاب – أروى بريس
بينما كانت البلاد تحت الحماية الفرنسية رفض المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه تسليم اليهود لحكومة فيشي أثناء الحرب العالمية الثانية، معلناً “أنه لا يوجد في المغرب مواطنون يهود أو مواطنون مسلمون ،ولا يوجد سوى المغاربة … “،.هذا الموقف البطولي جعل بما لا يدع مجالا للشك من يهود العالم عامة واليهود المغاربة خاصة الى جعل الدولة المغربية دولتهم وقضية الصحراء المغربية قضيتهم الى أن يرث الله الارض ومن عليها.
وتماشيا مع ما تم ذكره حاولنا الاستناد على بعض التصريحات والمواقف البطولية ،التي أدلى بها العديد من اليهود اللذين تبين أن لهم ثقل هين في الميزان وحضور مؤثر في جميع أنحاء العالم، بل و شكلوا جزءا أساسيا من مكونات الهوية المغربية و ظلوا أوفياء للعرش العلوي المجيد .
ومن هذه التصريحات نذكر منها على سبيل المثال :
ما صرح به أسام بنشيتريت Sam Ben-Shitrit رئيس الكونفدرالية العالمية لليهود المغاربة ” عن مدى تعلق اليهود المغاربة بوطنيتهم المغربية ، واستعدادهم للدفاع عن الصحراء المغربية ” وأضاف ” لو طلب منا المجيء للدفاع عن الصحراء لأتينا فورا …” واستطرد قائلا : ” .. نحن مستعدون لنكون سفراء للمغرب وقضيته أينما كنا ، إنها الروح الوطنية التي تسكن اليهود المغاربة”.
– تصريح ياهودا لانكري سفير سابق لإسرائيل في باريس والأمم المتحدة، هذا الدبلوماسي ، من مواليد مدينة بجعاد في المغرب يعتبر “أحد المدافعين الكبار عن القضية المغربية للصحراء ، خاصة عندما كان ممثل الدائم لإسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يقر بأنه مقتنع بمغربية الصحراء وأنه مثل كل يهود مرتبط بمغربية هذه المنطقة، وأنه سعيد للغاية باعتراف الولايات المتحدة بسيادة المملكة على الصحراء، مؤكدا بقوله “إنها قضية لطالما دعمتها عاطفياً ، فأنا مغربي 100٪ في هذا الموضوع، المغرب له حقوق تاريخية على هذه المنطقة “.
– موقف لجنَة اليهود الأمريكية ،الذي أعرب عن دعمها لوحدة المغرب الترابية، مع التأكيد بتشبث بمغربية مدينتي سبتة ومليلية اللتين لا تزلان خاضعتين للسيطرة الإسبانية. وهذا إن دل على شئ انما يدل على القرار الذي اتخذته الولاية المتحدة الامريكية عن طريق سفيرها ديفيد فيشر في الرباط حيث قال بالمناسبة: “يسعدني الليلة أن أقدم لكم الخريطة الرسمية الجديدة للمملكة المغربية التي ستعتمدها الحكومة الأمريكية” ،وأضاف السفير “أسعى لتقديم هذه الخريطة كهدية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تقديراً لقيادته الجريئة ولدعمه المستمر والقيِم للصداقة العميقة بين بلدينا”.
ناهيك عن الدعم الذي قدمته “الجالية اليهودية المغربية المقيمة في إسرائيل حيث انخرطت خلال شهر نوفمبر في الحملة من أجل الصحراء المغربية في مدينة أشدود ، حيث كانت هناك مظاهرات دعم حاملة ل شعار “الله والوطن والملك. “
ولا يوفتنا هنا أن ننوه الى بعض الادوار السياسية لليهود المغاربة في استقلال المغرب ،حيث يعتبر كل من شمعون ليفي و ازولاي من بين اليهود المغاربة اللذين كانوا في ساحة المعركة إلى جانب الحركة الوطنية من أجل إستقلال المغرب، بالرغم أن فرنسا آنذاك كانت مستعدة أن تنفذ جميع مطالبهم لانضمامهم إلى صفوفها، لكن مبادئ الانتماء الى الوطن جعلتهم يناضلون إلى أن حصل المغرب على الاستقلال.
وحري بنا التطرق الى بعض الشعارات التي كان يرددها اليهود المغاربة على المستعمر الفرنسي قبل حصول المغرب على الاستقلال:
اذهب الى حال سبيلك أيها الفرنسي،
المغرب لم يعد لك؛
وقد ولى زمن سيطرتك،
واستخلاصا لما سبق يمكن القول بما لا يدع مجالا للشك أن “انقاذ المغفور له محمد الخامس اليهود من الموت، جعل الملكية في المغرب أكثر أمنا و استقرارا في الحاضر والمستقبل”.