يونس لقطارني
لا يمزّق وحدة الشعوب ولا يدمر الأوطان ويعصف بها نحو الضياع والوهن إلا الخونة والانفصاليون والانتهازيون وسارقي ثروات الوطن واصحاب الفتن ما ظهر منها وما بطن ؛سياسية كانت ام طائفية أو قبلية أو عنصرية. وقد أعطتنا شواهد التاريخ وحقائق الحياة كثيراً من البراهين في دول ومجتمعات، كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان ؛ فجاءتها الفتن من بين أهلها وابنائها الخونة ومزّقتها كل ممزق وجعلتها أحاديث للآخرين وتجارب تستدعي من الآخرين استيعاب دروسها ونتائجها وتداعياتها المختلفة التي عصفت بفئات المجتمع إلى ما لا تحمد عقباه ، ولا تريد حتى رؤيته ولكم فى سوريا والعراق واليمن وليبيا عبرة لمن كان له عقل وقلب يبصر .
قوة كل وطن وسبل تطوره واستقراره تتحقق في ترابط المجتمع ووحدته ووقوف ابنائه صفّاً واحداً أمام كل التحديات والمؤامرات التي قد يحاول البعض من خلالها غرس الفتن واختلاق الأزمات وكل ما قد يسيء إلى هذه الوحدة الاجتماعية التي يسعى الشرفاء إلى تأكيدها في مجتمعهم والنأي به عن كل الخلافات والمشاحنات، وهي كثيرة في نفوس شياطين الإنس الذين لا يريدون الخير والأمن والاستقرار لوطننا ، ولا للآخرين من حولهم، وهي نزعة شيطانية قد تأتي من الداخل أو من الخارج بتحريك إنسان خائن وآخر عميل من الداخل لغاية دنيئة ونتائج غير محسوبة المخاطر على المجتمع، وقبل ذلك الوطن الذي هو فوق كل شيء.
التآمر على الوطن هو جريمة دنيئة لا تقبل الشك ولا التأويل، وهو سعي لزرع الفتنة في المجتمع الواحد، ومحاولة لتمزيق وحدته الوطنية، خاصة حين يكون هذا التآمر بدعم ولو بطريق غير مباشر من جهات خارجية، سواء أكانوا دولا أو أفراداً.. فالتآمر واحد ونتائجه واحدة، يدفع الوطن والمجتمع الثمن فيه غالياً، ويكفي أن نرى الدول والمجتمعات التي حولنا، والتي مزقتها الحروب ودمرتها المشاحنات والصرعات السياسية ولا تزال تعاني منها بضحايا يومية وأوبئة وفقر، وكلها أعداد للإنسانية التي تبحث عن الحياة الفاضلة ورغد العيش في كل لحظة من أجل ضمان البقاء على الأقل.
الولاء والإخلاص للأوطان.. ليست كلمات ترددها الألسن، ولا رقصات فوق خشبات المسارح، ولا اغاني على منصات التواصل الاجتماعي هذه قد لا تستمر مع الزمن.. وقد تكون بعيدة عن صدق المشاعر بالأفئدة؛ لأن الولاء الحقيقي هو ذلك الذي يكون عامراً بالقلوب، وتترجمه الأفعال والشواهد، وهي كثيرة عند الشرفاء الذين يدركون قيمة الوطن ودورهم فيه كمواطنين يعرفون حق المواطنة ومعنى الانتماء إليه لا التآمر عليه.
المملكة المغربية تحتاج إلى المخلصين الشرفاء الذين يحملونها في قلوبهم وفي عيونهم؛تجري في دمائهم يتألمون إذا تألمت ويفرحون إذا فرحت ، إنها المملكة المغربية فكونوا عوناً لها ودرعاً يدافع عنها، لا خنجراً في ظهرها.
يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): «اللهم أعني على أصدقائي، أما أعدائي فأنا الكفيل بهم».