أروى بريس
شدد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، أول أمس الثلاثاء، على أن إسبانيا “ستظل دائما جسرا لتسهيل علاقة متبادلة المنفعة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب”، وهما “شريكان أساسيان لبعضهما البعض”.
وقال ألباريس في تصريحات نقلتها وكالة “إيفي”، “نحن ندعم علاقة أفضل بين المغرب والاتحاد الأوروبي. نعتقد أن المغرب والاتحاد الأوروبي شريكان أساسيان لبعضهما البعض وأن علاقتهما مفيدة للطرفين”.
لهذا السبب، تعهد ألباريس بأن “إسبانيا ستكون دائما جسرا حتى تكون هذه العلاقة مفيدة للطرفين”.
وأضاف: “ما نريده هو أن تكون للاتحاد الأوروبي مع المغرب العلاقة نفسها التي تربط الأخير بإسبانيا: علاقة قوية من المنفعة المتبادلة والاحترام المتبادل، وفي الوقت نفسه أن تكون العلاقة ذاتها التي تربط الاتحاد الأوروبي مع جميع الجيران من البحر المتوسط”.
وفي هذا الصدد، قال الباحث في العلاقات الدولية نبيل الأندلسي إن “علاقة مدريد بالرباط تقوت وتعززت بشكل ملحوظ بعد توضيح الجانب الإسباني موقفه من النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، ودعمه لمجهودات المملكة المغربية المبذولة لحل هذا الصراع، وأساسا مبادرة الحكم الذاتي”.
وكان البيان المشترك بين البلدين في 7 أبريل 2022، في ختام المباحثات التي جمعت الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، قد اعترف رسميا “بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب، وبالجهود الجادة وذات المصداقية للمغرب في إطار الأمم المتحدة لإيجاد حل متوافق بشأنه”.
واعتبرت إسبانيا بالوضوح المطلوب أن “المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007 هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وذات مصداقية لحل هذا النزاع”.
وشدد الأندلسي على أن هذا الوضوح في الموقف أكسب مدريد موقعا متقدما بالنسبة للمغرب، بعد جفاء وتوتر بين البلدين، بل أصبحت إسبانيا تتقدم في علاقاتها بالمغرب على فرنسا على أكثر من مستوى، ومن ذلك الجانب الاقتصادي والتجاري، خاصة في ظل ضبابية موقف الجانب الفرنسي من قضية الصحراء المغربية.
واعتبر الباحث في العلاقات الدولية أن “تصريحات وزير الخارجية الإسباني بشأن ملف الصحراء، هي تشبث بموقف بلاده الرسمي بخصوص الموضوع، ويمكنه أن يلعب أدوارا مهمة لدعم الموقف المغربي، وإسبانيا يمكنها أن ترسخ علاقات أكثر قوة ومتانة، ويمكنها أن تصبح الصديق الأوروبي الأول بالنسبة للمغرب”.
وتابع بأن “المملكة الإسبانية لها علاقات تاريخية مع المملكة المغربية، وهي الجار الأوروبي الأقرب للمغرب جغرافيا، وتجاوز سوء الفهم الذي كان يعكر العلاقات بينهما، وأساسا موضوع الصحراء، يرشح مدريد لتلعب أدوارا مهمة لصالح المغرب وتعزيز علاقاته بالشركاء الأوروبيين والدفاع عن جدية مشروع الحكم الذاتي الذي يتبناه”.