عدنان مخلص-أروى بريس
يبدو أن السقوط المدوي للعدالة والتنمية، خلال الإنتخابات الأخيرة، قد أنسى بعض ممثليه ضمن المجالس المنتخبة، الدور الأساسي الذي يستوجب عليهم ممارسته.فالبيجيدي الذي مارس أعضائه المعارضة لسنوات عديدة، ربما أنستهم العشر سنوات من التسيير، الدور التداولي اللازم على كل مستشار القيام به، ضمن أي مؤسسة تم إنتخابه بها.
حيث لاحظ المتابع للشأن المحلي للعاصمة الرباط،عدم إلتزام عدد مهم من مستشاري البيجيدي بالحضور ضمن دورات المجالس المنتخبين بها، سواء على مستوى المقاطعات و كذلك بمجلس المدينة.حيث يظهر أن التعود على التسيير،ربما صعب على هؤلاء تقبل المكانة الجديدة، التي وضعتهم خارج التحالفات المشكلة للمكاتب المسيرة، التي كانوا في الولاية السابقة على رأس معظمها.بل أن مجالس الرباط كانت على الدوام متاحة لأعضاء هذا الحزب للمشاركة ضمن تحالفاتها خلال عدة ولايات.
لكن هذا شيء،وما يحدث بمقاطعة حسان شيء آخر،حيث أصبح ظاهرا للجميع أن تمثيلية الساكنة مجرد منصب تستغله الرئيسة السابقة للمقاطعة السيدة سعاد الزخنيني لتصفية الحسابات، مع الخصوم من الأحزاب الأخرى، أو مع الزملاء من حزبها على حد سواء.
فالرئيسة السابقة التي غابت لما يناهز السنة عن التداول في مختلف النقاط التي عرفتها دورات مجلس مقاطعة حسان، حضرت خلال دورة شتنبر 2022، للإعتراض على تقديم ملتمس قصد تسمية دار الثقافة بإسم أحد الرموز الوطنية للمقاومة وهو المرحوم عبد الفتاح سباطة.بل وسجلت حضورها حينذاك بتقديم مجموعة من التصريحات الإعلامية، حتى أن الموقع الرسمي للحزب تناول حضورها ومبرراتها التي دفعتها للتصويت بالرفض. وكأننا لسنا أمام نقطة رمزية عابرة ليس لها أي إنعكاس على مصالح الساكنة.
الغريب أن القصة لم تنتهى هنا،حيث أن الرئيسة السابقة لم يرقها تصويت أحد زملائها في الحزب وهو السيد خالد بنعبود بالموافقة على النقطة،وساهمت مؤخرا بتحريك مسطرة تأديبية داخل الحزب ضده،حيث قضت اللجنة المعنية بتوجيه إنذار له بسبب تصويته،في حين أن البعض أرجع أن السبب الحقيقي لإستهداف هذا المستشار راجع بالأساس للإنتقادات القوية التي أطلقها خلال الولاية السابقة ضد الرئيسة التي كان نائبا لها بسبب ما إعتبره سوء تسيير من قبلها للمقاطعة وصلت لدرجة تقديم إستقالته من الحزب إحتجاجا على إضاعة ست سنوات بدون أي حصيلة مرضية.
وحيث أن السيد خالد بنعبود وهو أحد قيدومي العدالة والتنمية الذي تتعدى مدة عضويته 25 سنة، كان قد صوت بالموافقة على هذه النقطة،معبرا عن كون المرحوم عبد الفتاح سباطة واحد من رجالات هذا الوطن، الذي قدم الكثير له ولمقاطعة حسان،وهذه إلتفاتة رمزية لا مجال للإختلاف فيها.سجل بإستغراب القرار المتخد من قبل اللجنة التأديبيةفي حقه، مؤكدا أنه لم يتلقى قبل الدورة أي توجيه من الحزب بشأن التصويت بنعم أو لا . وهو الشيء الذي سبق كذلك أن أكده في تصريح مصور السيد الدحموني أنس رئيس فريق العدالة والتنمية بعد إنتهاء الدورة حينذاك.