يونس لقطارني
سيدي الرئيس، ان استيائنا يكشف لكم مدى ما وصل إليه وطننا من انحدار أخلاقي و مهني وإداري من وزراء وما دونهم من برلمانيين وقياديين سياسيين ، لم يحافظوا على القسم ولم يحبوا المغرب حبا جما قدر حبهم لأنفسهم ولمصالحهم.
سيدي الرئيس، إن استياءنا اليوم ليس هو الأول، إذ سبق أن عبرنا عنه برسائل واضحة ، ولا أخفيكم سراً بأن أغلبية القيادات الإدارية لم تأتِ عن كفاءة وإنما بالواسطة والمحسوبية والزبونية وسياسة باك صاحبي ) .
نعم سيدي الرئيس هذه هي المشكلة التي تحدثنا عنها كثيراً وكتبنا فيها أكثر حتى لنخشى أن نوصم بعدم الإخلاص والحب لهذه الارض الطيبة . نعم حذرنا كغيرنا من أن الإصلاح ليس شعاراً، والتصريحات ليست تسويقاً، والمناصب ليست هبة او ارث ، والمجالس واللجان العليا ليست دواوين .
سيدي الرئيس، إن الاختيارات كلها في مؤسسات الدولة مسؤوليتكم، حتى وصلنا اليوم إلى الإحباط والعشوائية والارتجالية فى جميع القرارات الحكومية ، نتيجة ما نقرأه ونسمعه من خلل إداري واضح في مؤسسات الدولة المختلفة، ومن فساد أصاب الفاسدين والمفسدين بالتخمة المالية، فلقد تعودنا أن نحفظ القضايا إما لنقص في الأدلة أو لأخطاء إجرائية،او نفوذ وسلطة عليا تطمس جميع الملفات الكبرى.
سيدي الرئيس، كأني أستشعر الوضع الذي أنتم فيه اليوم، سخطا شعبيا لكنه لم يحظَ بأي اهتمام حكومي ، وكان رسالة واضحة إلى كل الدوائر حولكم علّهم يتحركون وينقذون قبل أن تصلوا إلى الاستياء لكن للأسف لم يتحرك أحد، وكيف يتحركون وهم ليسوا على خط استواء واحد، تحرك بعضهم أيدٍ ومصالح مختلفة .
سيدي الرئيس، إن الإصلاح الذي نطالب به ممكن جداً ولا يحتاج إلى تشريع كإصلاح التعليم ومكافحة الفساد وعقاب الفاسدين، هذا إذا خلصت النوايا وحزم القرار وطبق القانون، وأبعدت المحسوبية وتم اختيار الوزراء والمجالس والقياديين على أساس الكفاءة وروح الوطنية و الضمائر الحية.
سيدي الرئيس، إن الإصلاح في ظل جهاز حكومي غير كفؤ وإدارة مترهلة، وان المسؤولية تقع على كل وزير لاتخاذ الخطوات والتدابير اللازمة لمعالجة الخلل والهدر وترشيد المصروفات في وزارته.
سيدي الرئيس،إن المشكلة بل إن المشاكل أمامكم، تعرفونها جيداً ونعرفها ، لم يقم كل وزير باتخاذ الخطوات أو التدابير اللازمة لمعالجة الخلل بل زاد وتشعب وانتشر. لقد استبشرنا خيراً في الحكومة الأخيرة لعلها تحقق ما تتمناه ونتمناه جميعاً، ويرفع عنكم البلاء و الاستياء ويزول عنا اليأس و الإحباط، فإذا بالتشكيلة الترقيعية للوزارة تصدمنا في ظل خنوع برلماني غير مسبوق، حيث لم نسمع صوتًا واحداً معتدلاً رافضًا هذه التشكيلة التي يعهد فيها على سبيل المثال إلى وزير الاعلام بالإشراف على هيئة الزراعة، فما علاقة الإعلام بالزراعة والمحاصيل، إلى تعيين مهندسة تغذية وزيرة للإسكان والمواصلات والمرافق والجسو والعبور!!.
سيدي الرئيس، عطفاً علينا، لم نعد نستوعب ما يجري من تعيينات ومشاريع مضت عليها عقود لم تنتهِ بعد، وشركات وطنية تترنح بين هذا وذاك، وشركات اجنبيات متعددة الاختصاصات تستحوذ على جميع الثروات، واختلالات فى قطاع المحروقات، حتى أكاد أن أشعر بأنني لست في دولة تعتمد على الكفاءات ، فلكلٍ نفوذه يستحوذ على ما يريد أو يضعف ما يريد. إن التردي الواضح في البنيان الإداري والسياسي والمالي وإن لم تتداركه سيدي الرئيس الآن وبسرعة فلا عذر للاستياء بعده، وسيرتفع مؤشر الإحباط لدي الشعب خوفًا وضرراً.