بقلم الدكتور سعيد جعفر-اروى بريس اسبانيا
محمد الشرقاوي محلل “الجزيرة” والأستاذ الجامعي هو دكتور مميز ومفخرة مغربية وعربية بامتياز في تحليل الشأن الداخلي الأمريكي والغلاقات الدولية.
هذا طبيعي لأنه أولا أستاذ لعلم السياسة والعلاقات الدولية وثانيا لأنه مقيم بأمريكا وعلى اطلاع وقرب من مجريات الأحداث وسيكون من العيب أن أنازعه في تحليلاته للداخل الأمريكي وللسياسات الأمريكية فهو يدرسها في الجامعة الأمريكية ويعيش تجلياتها واسقاطاتها في المجتمع الأمريكي والمؤسسات الأمريكية، وسيكون من غير اللائق بل والوقح أن أخوض في الداخل الأمريكي والسياسات الأمريكي وأنا الذي لا أعرف عنهما إلا ما أراه في CNN و BBC والجزيرة والعربية وغيرها.
إذا فعلت ذلك سأكون متفيهما ومتفيقها وسأكون وقحا.
الدكتور المحترم من أمريكا خاض من خلال مقال مطول في تاريخ الاتحاد الاشتراكي وحاضره، وبمسؤولية أخلاقية عالية وبتجرد يمكنني القول، وأنا العضو في الاتحاد الاشتراكي منذ 1997/1998 وعضو اللجنة العلمية للاتحاد الاشتراكي وأحد مثقفيه الشباب (ولست مجرد معلق كما حاول تصنيفي من موقعه المتعالي)، أن:
1- المقال تضمن أخطاء تاريخية مناقضة لشهادات حية استقيتها شخصية من فاغلين إما ماتوا رحمهم الله أو لا زالوا أحياء.
2- أورد الدكتور الشرقاوي المحترم أني صنفته في قبيلة أو عشيرة ايديولوجية والحال أني لم أفعل ولن أفعل ولكن قلت أن الأخطر على القارئ هو مثقف بجبة رجل دين أو رجل سياسة وهذا ليس تصنيفا بقدر ما هو تقعيد منطقي.
3- المقال لم يحتكم للضوابط العلمية في التخرج للنتائج من قبيل الاستدلال استنباطا واستقراء أو قياس الغائب على الشاهد أو المجهول على المعلوم أو غيره، بل أغرق في تأويل أحداث في بعض الأحيان انطلاقا من مجرد مؤشرات أو مقدمات أولية ودون اختبارها.
إن نقدي الأستاذ المحترم، وجيشه من محبيه ممن عرضوا بي على صفحته والذين غرر بهم في تقديم رأيي العلمي على أنه عمى وحقد إيديولوجي، هو نقد علمي بالضوابط العلمية لمقال تحليلي سقط في هنات منهجية و معرفية و على مستوى النتائج، وليس مبارزة أو مدافعة سياسية أو ايديولوجية أبغي بها مجرد التعليق على صفحتك.
ملاحظتين اضافيتين أستاذي الكريم الدكتور محمد الشرقاوي:
1- يستحسن ألا تتصور وأنت تطل من مقامك أنك يمكن أن تكتب كذبا على الاتحاد وأن تأول نتائجك وخلاصاتك أيما تأويل نفسي وعقدي دون أن ينبري لك باحث مثقف شاب من ورثة الجابري وجسوس وعياد ويفوت رحمهم الله وغيرهم.
ولهذا يحق لك نقد الاتحاد والحركة الاتحادية كيفما شئت وأنا شئت ولكن باحترام المنهج العلمي والضوابط العلمية وليس عبر لي عنق الحقائق خدمة لهوى معين.
2- يستحسن أستاذي ألا تمن على الناس بصفحتك على الفايسبوك وتقارنها بصالة بيتك، فأولا أنا قرأت المقال في صفحة اليسار المغربي وهي صفحة لأصحابها وثانيا ما علقت عليه كان منشورا في صفحتي وما علقت في صفحتك الا اضطرارا بعد أن كتب محبوك كلاما غير جميل في حق فتدخلت للتنبيه..
وعن عبارتك أنك صاحب كرم فهذا مما لا شك فيه ولعمري إلا أنك كذلك مغربي أصيل، وبالجود تذكر الأشياء فمرحبا بك في وادي زم وسنذبح ونشوي لك كرما وزيادة في الكرم.
ملاحظة أخيرة أستاذي الفاضل:
أنا لست مجرد معلق غر على مقال لك فيه من الهنات المنهجية والمعرفية والتأويلات الكثير، يا سيدي من حظي الكبير أني كنت طالبا في زمن جميل درست فيه على يد كبار الفكر والمعرفة وليس خبراء مذكرات وتحليلات فاست فود.
يا أستاذي راه جزء من صلابة موقفي وقوة حجتي ومنهجي أني درست على يد الراحل محمد عابد الجابري ومحمد جسوس وسالم يفوت ومحمد عياد وبنسالم حميش ومحمد سبيلا وكمال عبد اللطيف وطه عبد الرحمان وعبد الرزاق الدواي و محمد المتوكل وآخرون من خيرة مفكري وأساتذة الجامعة المغربية.
وفي الأخير فمبجرد مناقشتي لرسالة الدكتوراه كان أول عرض توصلت به من مؤسسة بحثية وأكاديمية كبيرة وكنت سأكون مثلك تماما أحل على نفس البلاطوهات في نفس المكان ونفس (الزاوية) لأقول وأردد ما تعده لي سلفا مربعات اعلامية- سياسية تفضي مجتمعة إلى خطاطة معينة تنتج المال والخراب في الأرض وهي مهمة لن أرضاها على نفسي ولو مت جوعا.
أتمنى أن تبقى كبيرا وألا تنزلق لتجيش جوقتك من محبيك ضد رجل لا يملك إلا قضيته وإيمانه بوطنه وبأن فقر الوطن أغنى من رفاهية الحدود الملغومة كما كان يقول المعطوب الوناس.
تقديري واحترامي الدكتور المحترم محمد الشرقاوي
امضاء: الدكتور سعيد جعفر