يونس زهران أروى بريس
عادا المغرب و اسبانيا لينسجا خيوط علاقتهما الدبلوماسية من جديد بعد جفاء ناهز السنتين ، و ذلك حسب بلاغ الديوان الملكي بالرباط ، حيث أنه توصل ببرقية من رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز يعرب فيها عن مساندة إسبانيا لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب سنة 2007 و اعتبرتها الرسالة أنها هي الحل الواقعي لإتمام جهود المغرب في تسوية هذا النزاع المفتعل . و بهذا يكون المغرب بقيادة جلالة الملك و الدبلوماسية المحنكة من الوزير السيد ناصر بوريطة و التمثيلية الدبلوماسية الموجودة فوق التراب الإسباني قد تعاملت مع هذا النزاع بحكمة وتبصر واضعين أمام أعينهم المصالح العليا للمغرب و روابط الصداقة بين البلدين رغم الاستفزازات الإسبانية ، لكنها فهمت أن المغرب يبحث عن الحلول و ليس عن المشاكل و أن يد المغرب ممدودة دائما . و أن المغرب يركز في علاقته مع اسبانيا على أساس رابح – رابح و أن تمتينها في صالح البلدين و مستقبلهما لمواجهة التحديات التي تواجههما ، إذ لا بد من الإنخراط في العمل المشترك لصالح المنطقة .
فرغم مناورات بعض الجهات في إسبانيا و محاولة زرع البلبلة بين البلدين إلا أن حلم المغرب و وجود عقلاء في إسبانيا أعاد المياه إلى مجاريها . و أن المشاكسات التي قادتهم الجارة الشرقية و صنيعتها البولساريو لم يعطيا أكلهما و لم يصلا إلى ما كان يصبوان إليه و معهما بعض الأصوات النشاز في إسبانيا ، أولئك المرتزقة من الأحزاب المتطرفة و على رأسهم حزب فوكس و بعض الجمعيات التي وجدت في قضية الصحراء فرصة للاسترزاق و لكي تقتات على أموال النفط الجزائري . و فهمت إسبانيا أن العلاقة مع المغرب هي الأساس تاريخيا و جغرافيا و اقتصاديا و اجتماعيا .
و من شأن هذه العودة أن تجتمع قريبا اللجنة العليا المشتركة بين البلدين للدفع بالعلاقات قدما و تدارك ما فات بفعل أفاعيل قصر المرادية الذي كان يراهن على عزل المغرب . لكن يبدو أنه عزل نفسه . فبعد ألمانيا و مواقفها و الدول العربية و مواقفها الداعمة . يأتي موقف إسبانيا ليؤكد أن المغرب دولة صديقة لكل من يتطلع إلى المستقبل ، إلى الرقي ، إلى الازدهار .
عاشت المملكة المغربية و لا عاش من خانها .