يونس لقطارني
ليس مهما أن تكون رجلا لهذا الزمان، لأن زمن الرجال أصبح في خبر كان، يمكنك الآن أن تحترف لغة النذالة وتمارس الكثير من طقوس الجنون حتى لا تكون ضحية لتناقضات لا يد لك فيها.
ان المشاهد الخطيرة التي أصبحت تردنا من كل بقاع الوطن نافية بذلك كونها تحمل خصوصية ما و ترتبط بجهة دون الأخرى، تعطي مجموعة من الإشارات، أولها أننا بدأنا نقطف “ثمار” السياسات العشوائية في تدبير القطاع، ثانيها أنهم فعلا نجحوا في تكوين جيل الضباع الذي نظر له و حذر منه محمد جسوس، ثالثها أن النجاحات الرياضية و الفنية و غيرها التي يطبلون و يزمرون لها مجرد شجرة تخفي وراءها غابة الأزمة الحقيقية التي يجب الإعتراف بها و الإسراع إلى إعلان حالة الإستنفار القصوى لمواجهتها، فالبلاد ماضية نحو الهاوية و انحرفت عن مسار التنمية الذي تتغنى به الدولة، فلا وجود لتنمية حقيقية دون الإستثمار في الثروة البشرية للبلاد و أهمها القاعدة التي يرتكز عليها الهرم السكاني و التي يشكلها شباب الوطن، فهذا الجيل أصبح قنبلة موقوتة إذا انفجرت سيصعب لملمة خسائرها أو الحد منها، و مشاهد طوطو ماهي إلا نتاج نظام تعليمي فاشل و الخوف كل الخوف أن تدخل مرحلة الأخبار الإعتيادية مثلها مثل باقي أمراض المجتمع المغربي التي لم تعد تثير فينا الدهشة و الاستغراب كالتحرش و الاغتصاب و إرهاب الشوارع، و كلها تلتقي في نقطة واحدة و تجتمع في بوثقة انهيار المنظومة الأخلاقية للمجتمع و ترتوي في نموها من سياسات بعيدة كل البعد عن الواقع المادي و الملموس للشعب المغربي، و المشكلة هنا أن الجيل الذي ستفرزه سياسة التفقير و منطق التضبيع هذا لن يسلك أبدا طريق العقل و الحوار بعد أن يزول مفعول المخدر الذي يجعله إلى الآن غائبا عن الوعي و لازال غير مدرك لما يدور حوله، فهو لا يعرف بل لا يتقن سوى لغة العنف النابع من الحقد و الكراهية لمجتمع لم يجعله في محور اهتماماته الأولية.