أروى بريس
صبرت المملكة طويلاً على أكاذيب سمجة، وافتراءات ملفقة، وإساءات مكررة، نسمعها بين وقت وآخر، توجه لبلدنا حكومة وشعباً من قبل قنوات تلفزيونية وصحف وإعلاميين تقف خلفهم جهات معادية ومنظمات مشبوهة وأشخاص مأجورون مرتزقة ودول إعلامها يسيره أشخاص مؤدلجون على العداء للمملكة. ولم يكن صمت المملكة عليهم ضعفاً وإنما كانت سياسة بلدنا حكيمة وهادئة ومتسامحة، وتنأى عن الدخول في مهاترات إعلامية، وعن التعاطي مع وسائل الإعلام التي أظهرت عداء مكشوفاً ممجوجاً، ولا مع من يقف خلفها، سواء جهات كانت أم أشخاص، لكن لعل “الكيل طفح” ولم يعد مناسباً ترك تلك الأفواه المأجورة، والقنوات المعادية، والأقلام المرتزقة لتمارس عداءها المعلن للمملكة، دون أن تلجم أو تُخرس ويرد عليها بنفس القوة التي هي تتبعها في إلصاق التهم، وبث الإساءات، وترويج الأكاذيب.
تابعنا خلال الشهرين الماضيين الحملة المسعورة، التي شنتها ومازالت بعض الأبواق والأقلام المأجورة على الوطن و مؤسساته الامنية .
لقد أفلس أعداء الوطن واسٌتنزفت كل الطرق والوسائل التي تمكنهم من إيقاف عجلة التغيير في البلاد، وراحوا يتبنون وسائل جديدة أكثر قذارة.
كعادتهم أعداء الوطن، وخفافيش الظلام يصرون على إلحاق الضرر والأذى بالوطن.. نزولاً عند رغبة أسيادهم.. الذين لا يريدون الأمن والاستقرار لهذا الوطن.. فيدفعون وبكل ما أوتوا من قوة المال الذي نهبوه من خيرات البلاد، لتخريب المصالح الحيوية للعباد.
المومني، حجيب، أديب، الليلي،والفيلالي، خرشيش…و اللائحة أكثر من أن تعد وتحصى ،يمتاز هؤلاء الخونة بالمكر والدهاء وتسويف الكلام والمداهنة ويستطيعون أن يخدعوا ضعاف العقول حتي ينقادوا لهم كما تقاد الشياه للذبح … كائنات تتقاسم جينات الطعن في المغرب و مؤسساته الامنية ورجالاته الاحرار ، واختارت طواعية أن تتنازل عن وطنيتها. «تمغرابيت» ليست بطاقة هوية أو جواز سفر، بل أعمق من وثائق إدارية.. إنها ميثاق روحي ورباط دموي وأمصال تجري في عروق كل من يحمل جينات «تامغريت»، ومن تنكر لهذا الميثاق ولوث هذه الدماء المغربية الطاهرة، تنتهي صلاحية البطاقة الوطنية التي يحملها أو جواز سفر «المملكة المغربية» الذي يحدد انتماءه، يبتعد عن المغرب ويقترب من «الخوارج» الذين لا انتماء ولا جنسية لهم، حتى الدماء التي تجري في عروقهم دماء خبيثة بطعم الخيانة.
فلا تنتظروا من هؤلاء أن يحملوا الوطن في قلوبهم، أو أن يكونوا سفراء مغاربة للنوايا الحسنة والضمائر الحية. لا تنتظروا منهم أن يرتعشوا لحظة سماع النشيد الوطني، أو تخفق قلوبهم حين يشاهدون العلم المغربي، لذا يحاولون بشتى الطرق والوسائل لفت الانتباه والتشهير بعقوقهم، وقد يقدمون على حرق جواز السفر وتمزيق هوياتهم.. هذه تسمى بدايات «الردّة» و«الإلحاد» و«الكفر» بالوطن، بحثا عن «غنائم» ورضى الأجانب وصكوك غفران. قبل الوصول إلى هذه المرحلة من العقوق ونهش عرض «الثدي» الذي رضعت منه، لابد أن تستحم في مستنقع الخيانة وتتبنى أفكارا «شيطانية» تحاول تكييفها مع وجهات نظر خصوم بلدنا في الجزائر وفرنسا وإسبانيا والبوليساريو، بل إن «الخونة» يمعنون في الإساءة لصورة بلدنا، وفي تشويه سمعتنا فقط باسم الدفاع عن حقوق الإنسان، ونكاية في المؤسسة الملكية.
الانتماء إلى حزب «الطابور الخامس» يفرض أولا تدنيس جيناتك الدموية، كيف ذلك؟ هو أن تصير بوقا ودمية محشوة ببطاريات الكراهية من صنع خصومنا وبدعم المنظمات غير الحكومية الدولية التي تحولت إلى «مكاتب انتداب» تسعى إلى فرض الوصاية على سيادة القرار الوطني.
الأسماء التي تسوق لنفسها كحقوقيين، لكل واحد منهم «قصة» و«حكاية» و«جريمة» ارتكبها في حق نفسه قبل أن يرتكبها في حق المجتمع، وبدل الاعتراف بجريمته يختار الهروب كفأر، يحرق كل سفن العودة، ليظهر في «قفص» ويزأر كأسد من خلف «قضبان».
للخيانة ثمن هي «الحرية».. للعقوق قربان هو الكفر بدين البلد، وصب البنزين في رحم أمه التي ولدته.
كل من اصطفوا في حزب الطابور الخامس، تطاولوا على الشجرة المحرمة، وقضموا من التفاحة المقدسة. لم يطردوا هباء من «جنة» الوطن، بل عن سبق إصرار وترصد. بدل أن يطلبوا الصفح والغفران أنصتوا إلى وساوس شياطينهم، وواصلوا الغرق في ذنوبهم وآثامهم حتى النخاع.