عدنان مخلص – أروى بريس
تعيش مدينة الرباط منذ مصادقة مجلسها الجماعي خلال شهر شتنبر من سنة 2022 على اتفاقية التدبير المفوض لجمع النفايات والنظافة،فترة إنتقالية تخص تدبير هذا القطاع،على اعتبار أن الشركات الحائزة على الصفقة لن تشرع في القيام بمهامها وفق دفتر التحمل الجديد إلا في بداية شهر مارس 2023،الشيء الذي برزت معه عدد من الإكراهات والتحديات،ما ألزم مسؤولي الجماعة وعلى رأسهم السيدة العمدة أسماء أغلالو على تكثيف المجهودات واتخاذ مجموعة من الإجراءات لتغطية أي خصاص وتجنيب أي إنعكاس سلبي على جودة الخدمات المقدمة لساكنة العاصمة فيما يخص النظافة بمختلف الأحياء.ولعل شهادة العديد من زوار العاصمة سواء المغاربة منهم أو الأجانب،والموثقة كذلك من قبل عدد من المؤثرين بالعديد من الفيديوهات بمواقع التواصل الاجتماعي خير دليل على نجاح مسؤولي العاصمة في كسب رهان المحافظة على جودة الخدمات البيئية خلال هذه المرحلة بشكل كبير،ولعل آخرها شهادة مدرب ريال مدريد، كارلو أنشيلوتي الذي أشاد بجمال ونظافة عاصمة المملكة المغربية الرباط خلال الندوة الصحفية الخاصة بنهائي مونديال الأندية.وقد كانت للسيدة العمدة نظرة استباقية في معالجة إكراهات هذه المرحلة من خلال حث جميع ساكنة العاصمة على الإنخراط بشكل إيجابي في نظافة مدينتهم،حيث أطلقت عدد من الحملات التحسيسية بمختلف أحياء العاصمة مع مشاركتها شخصيا لضمان نجاعتها،كما عقدت عددا من الإجتماعات مع المكلفين بقطاع النظافة، من أجل إطلاق مجموعة من الإجراءات المستعجلة والمتمثلة في مضاعفة عدد الشاحنات وعدد مرات مرورها بنقاط التجميع، مع العمل على التواصل بشكل مباشر مع المنتجين الكبار للنفايات لضبط مواقيت إخراج مخلفاتهم وفق توقيت مرور الشاحنات،وإلزامهم بتأدية ذعائر في حالة الإخلال بذلك،وكذا الرفع من عدد نقاط التجميع وعدد الحاويات.ومن أجل التحضير بشكل جيد للفترة القادمة والتي ستعرف تدبيرها من قبل شركتين فقط وفق تقسيم جغرافي، فقد واصلت السيدة العمدة عقد لقاءات مستمرة مع مسؤولي كل من شركة SOS و ARMA من أجل الوقوف على جميع الاستعدادات والوسائل اللوجيستيكية التي سيتم تسخيرها لتدبير قطاع النظافة بالعاصمة وفق دفتر تحملات جديد يحمل عددا من المتغيرات الإيجابية التي تصب في صالح تجويد النظافة بالعاصمة الرباط ومعالجة مختلف الاختلالات السابقة.
ومن أبرز التحضيرات التي شهدتها العاصمة الرباط في هذا الجانب،بداية تجهيز عدد من نقاط التجميع بحاويات تحت أرضية بمعايير دولية،في أفق تعميمها بشكل تدريجي على جميع أحياء الرباط،حيث تتميز هذه الحاويات الصديقة للبيئة، بكونها غير مكشوفة،ومجهزة بفتحة يتم من خلالها وضع الأزبال، ويتم إفراغها بشكل أتوماتيكي في شاحنات جمع القمامة ذات مواصفات تكنولوجيا عالية بشكل يحترم البعدين البيئي والجمالي للمدينة،فمباشرة بعد ملئها يتم غلقها اوتوماتيكيا، وإرسال إشارة رقمية من أجل إفراغها،الشيء الذي سيساهم في مواجهة ظاهرة تراكم الأزبال بعدد من النقاط السوداء التي تتواجد بها الحاويات التقليدية، وما ينتج عن ذلك من تشويه لمنظر المدينة، ومن انبعاث للروائح الكريهة وتجمع القاذورات، فضلا عن المخلفات السائلة جراء تراكم وتخمر النفايات المنزلية.وتجدر الإشارة أن الأربعاء القادم 1 مارس 2023،ستشهد الإنطلاقة الرسمية لشركات الجديدة،لتنتهي بذلك هذه المرحلة الإنتقالية التي نجحت جماعة الرباط في تجاوزها بشكل متميز،لتبتدأ بذلك مرحلة جديدة ستعرف الانفتاح بشكل واسع على التكنولوجيا الحديثة لتنزيل مراقبة أفضل للقطاع مع تتبع مختلف أطوارعملية نظافة العاصمة بشكل مدقق يوميا لضمان إنجاز مختلف البنود المتفق عليها مع الشركات. هذا بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للمواطنين لتسجيل شكاياتهم وتتبع مآل إنجازها عن طريق الهاتف أو تطبيق معلوماتي وبالتالي إنخراط الجميع في عملية تحقيق النظافة التي تليق بعاصمة الأنوار.