أروى بريس
يقول أحد الأمثلة “يمكن أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت”،مناسبة هذا الكلام هو ما أصبحت تعيشه المجالس المنتخبة بمدينة الرباط خلال كل ولاية إنتخابية،من صراعات غوغائية لا جدوى منها. وقد أثبتت التجارب لمرات عديدة أن هذه الصراعات لا إنعكاس إيجابي لها سواء على مصالح الساكنة ولا المدينة،باستثناء الاستمرار في هدر المزيد من الوقت وبالتالي ضياع المزيد من المال العام دون جدوى،عوض الإتحاد والعمل على التفكير بشكل تشاركي لخدمة الصالح العام وتطوير الخدمات التي تقدمها هذه المجالس من أجل تحقيق نجاعة أكبر وإعادة الثقة في العمل السياسي لدى المواطن.
حيث يلاحظ أن بعض الوجوه خلال كل ولاية أصبحت تقود حراكا سياسيا،سواء تواجدت في المعارضة أو كانت جزء من الأغلبية،لتدعي في كل مرة أنها تدافع عن المصلحة العامة وأنها تقف في وجه الفساد،لكن للآسف لا الصالح العام تحقق ولا أحد من المفسدين تم كشف حقيقته للرأي العام ليأخذ جزاءه طيلة مدة تواجدهم بهذه المجالس.
فمن يحرك حقيقة هؤلاء ؟ وما هي مصالحهم في إنفجار هذه المجالس خلال كل ولاية ؟ وكيف لبعض الكفاءات التي ننتظر منها تطوير العمل السياسي بالعاصمة الرباط أن تنخرط في مثل هذه الصراعات ؟
أسئلة وأخرى أصبحت تطرح نفسها بقوة،وأصبح المتتبع لشأن المحلي ينتظر جوابا لها،على اعتبار أن استمرار ممارسة السياسة داخل مجالس تابعة للعاصمة الرباط بمثل هذه الطرق أصبح يسيء للمدينة ولساكنتها،حيث أن للمدينة مكانتها الاعتبارية بحكم أنها عاصمة المملكة،ويجدر من مجالسها أن تكون قاطرة لرفع من مستوى التدافع السياسي بما يخدم مصلحة الوطن والمواطن، وليس خدمة بعض الأشخاص الذين أصبحوا يتبجحون في كل مناسبة بأنهم يتحكمون في الرباط،وهم من يقررون كيفية تسييرها،وهم المتحكمون في العملية السياسية من خلال أساليب لازالت في 2023 تعطي أكلها مع بعض المنتخبين،حيث يقومون بوسائلهم المعتادة بتوجيه أكبر عدد من المنتخبين عن طريق الإغراء أو التهديد أو الكذب وحتى التشهير لحشد أكبر عدد ممكن من أجل خدمة أجنداتهم الخاصة على حساب ساكنة المدينة ككل.
وخير مثال ما يحدث خلال هذه الولاية،فالمواطن الرباطي الذي استبشر خيرا بتحالف سياسي يضم ثلاث أحزاب على المستوى الوطني والجهوي والإقليمي وحتى المحلي،كان يمني النفس بإتفاقيات وشراكات بين المجالس المنتخبة والقطاعات الحكومية للنهوض بعدد من القطاعات من ضمنها التشغيل والتعليم والصحة ومجالات أخرى على مستوى أحياء المدينة، لكننا أصبحنا ننتظر فقط توافق منتخبينا للحفاظ على الخدمات الأساسية التي لازالت مقاطعاتنا و جماعتنا تتخبط في حسن تدبيرها بسبب صراعات سياسية تتكرر في كل مرة وتتكرر معها في كل ولاية نفس الأسماء التي إمتهنت السياسة لتعطينا في كل مرة نفس النتيجة، وكأن هناك من يروق له هذا حيث تعبد لهم الطرق من أجل الإستمرار في السير نحو الحضيض،فهنيئا لساكنة الرباط بكم!!!