أروى بريس
ساهمت السيدة أسماء غلالو، عمدة مدينة الرباط، والرئيسة المشاركة(co-présidente) لشبكة المدن القوية، يوم الاثنين 27 نونبر 2023، في تأطير الجلسة الافتتاحية للمائدة المستديرة حول جهود الجماعات الترابية المغربية للوقاية من آثار التطرف والاستقطاب، والتي نظمتها شبكة المدن القوية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بمدينة طنجة، وبحضور ممثلين عن وزارة الداخلية، ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، والسيد منير ليموري، رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، والسيدة لارا بيتريتشيفيتش، مديرة الشراكات الدولية بشبكة المدن القوية، والسيد زهير راشحة، مدير المركز الإقليمي للشرق الأوسط وشمال افريقيا، والعديد من رؤساء الجماعات
وفي كلمتها أثناء الجلسة الافتتاحية، أكدت عمدة مدينة الرباط، أن هاته المناسبة تشكل فرصة للتعريف بدور الجماعات الترابية والمجتمع المدني في مجال بناء وتمكين التماسك الاجتماعي، لتبادل الخبرات وأحسن الممارسات بين المدن في مجال المشاركة المواطنة والتنمية البشرية، وأيضا لتعزيز الروابط بين بلداننا ومدننا، من خلال سياسة هادفة للتعاون الثنائي والمتعدد الأطراف بين مختلف القطاعات والفاعلين، بهدف تحفيز دينامية جديدة لأسس وقواعد التنمية المستدامة.
كما شددت السيدة غلالو على أن المملكة المغربية إلتزمت بمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين بجعل التنمية المستدامة مشروعا اجتماعيا حقيقيا، بحثا عن نموذج جديد للتنمية يضع المواطنين في صلب اهتماماته، حيث اعتمد بلدنا مقاربة شمولية شكلت اللبنة الأساسية لسياسة الدولة الاستباقية، تحت الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، من أجل محاربة الخطر الذي ينتجه التطرف على جميع المستويات، وخاصة في محاور الإصلاحات الدينية والجانب التنموي والمقاربة الأمنية وإعادة تأهيل السجناء.وفي نفس السياق، أضافت رئيسة جماعة الرباط، أن المغرب اعتمد منذ الهجمات الإرهابية التي وقعت في الدار البيضاء في 16 مايو 2003، على سياسة أمنية استباقية و استراتيجية متكاملة و ناجعة ضد الإرهاب، وذكرت في هذا الاطار، الاستراتيجية الشاملة والمتعددة الأبعاد التي اعتمدتها المملكة في هذا المجال و التي ارتكزت على ثلاثة عناصر أساسية همت بالخصوص إعادة هيكلة الحقل الديني وتفعيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإضافة إلى دعم وتقوية المقاربة الأمنية .
كما أكدت السيدة غلالو، أن معهد محمد السادس لتدريب الأئمة المرشدين والمرشدات يمثل نموذجا متميزا على الصعيد العالمي بخصوص تدريب الأئمة في مجال الإمامة والإرشاد وتمكينهم من المناهج والمعارف التي تؤهلهم للقيام بالمهام الموكولة إليهم .ويعتبر إنشاء هذا المعهد تعزيزا للدبلوماسية الدينية للملكة المغربية، بالإضافة إلى أنه يشكل دعما آخر لجهود محاربة التطرف التي تبذلها بلادنا.
وفي نفس الإطار، أشارت السيدة غلالو، أنه التزاما منها بمحاربة التطرف ونبذ العنف وخطاب الكراهية، فان جماعة الرباط انخرطت عبر برنامج الجماعة الذي يزخر بمجموعة من المشاريع في هذا المجال، ومن أهمها اتفاقية إطار للشراكة بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل وجماعة مدينة الرباط، والتي تهدف إلى النهوض بالوضع الثقافي بعاصمة المملكة وذلك عبر تجهيز عدد من المنشآت والبنيات التحتية. كما أكدت عمدة الرباط أنها تعي جيدا أهمية انشاء دور الشباب ومدارس لتلقين فنون المسرح والموسيقي للشباب، مما من شأنه المساهمة في نبذ العنف والتسامح ومواجهة التطرف الفكري المتعصب، وتحقيق الأمن والسلام.
كما أشارت السيدة غلالو، أن عاصمة المملكة قد انخرطت منذ مدة في المشروع الأممي “الرباط مدينة آمنة خالية من العنف ضد النساء والفتيات” بشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة ONU FEMMES، مما شكل أرضية لتقليص الفوارق الاجتماعية وإدماج كافة مكونات المجتمع ولاسيما النساء والشباب.