أروى بريس
جرى تسليط الضوء على جهود المغرب في مجال مكافحة الاتجار بالمؤثرات العقلية والمواد ذات التأثير النفساني، خلال حدث جانبي رفيع المستوى نظم أمس الجمعة بفيينا، على هامش أشغال الدورة 67 للجنة المخدرات.
ومكن هذا اللقاء، الذي نظمته الولايات المتحدة بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، من إبراز النهج “المتوازن والمتكامل” الذي تنتهجه المملكة بهدف منع ومكافحة الآثار الضارة الناجمة عن الاستخدام والاستهلاك غير المشروع للمخدرات الاصطناعية والمواد ذات التأثير النفساني.
وخلال هذا الحدث، الذي عقد تحت شعار “حماية الصحة والأمن العالميين: إرساء استجابة دولية موحدة للمخدرات الاصطناعية وسلائفها”، أكد السفير الممثل الدائم للمغرب بفيينا، عز الدين فرحان، أن “المغرب يواجه تهريبا ضخما للمؤثرات العقلية والمواد ذات التأثير النفساني”.
وأضاف فرحان أن السلطات المغربية ضبطت خلال الفترة 2019-2023، أزيد من 8 ملايين قرص، من بينها حبوب الإكستاسي والمؤثرات العقلية، بمجموع 3 ملايين و736 ألف و888 قرصا تم ضبطها من 2015 إلى 2023.
وفي إطار الجهود المبذولة لمنع ومكافحة الاستخدام والاستهلاك غير المشروع للمخدرات الاصطناعية، أشار السفير إلى الاستراتيجية الوطنية للوقاية من اضطرابات الإدمان وعلاجها التي بلورتها وزارة الصحة.
وأوضح أن المقاربة المذكورة ترتكز، أساسا، على النهوض بالصحة العقلية، وتعزيز توفير الرعاية ومهارات المهنيين والجهات الفاعلة في مجال الصحة، والحد من المخاطر المرتبطة بحقن المخدرات، بالإضافة إلى تعزيز الحكامة والشراكة في مجال الإدمان وحماية حقوق الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الإدمان.
كما أبرز فرحان الجهود التي تبذلها السلطات المغربية لكشف وضبط ومنع تهريب المخدرات الاصطناعية والمؤثرات العقلية، منوها في هذا الصدد بـ “التعاون المثمر” بين المغرب وشركائه في مكافحة تهريب المخدرات.
وقال في كلمة للمشاركين خلال هذا اللقاء، الذي افتتحه وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، والمديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، غادة والي، “أذكر بشكل خاص ضبط 490 ألف قرص أفيوني اصطناعي بطنجة خلال سنة 2021، بفضل المعلومات التي قدمتها الوكالة الأمريكية لمكافحة المخدرات”.
من جهة أخرى، أكد الدبلوماسي على أهمية هذا الحدث الجانبي، الذي يأتي في لحظة مناسبة تتميز “بانتشار غير مسبوق لإنتاج والاتجار واستهلاك المخدرات الاصطناعية والمؤثرات العقلية الجديدة، والتي تمثل اليوم مصدر قلق كبير بالنسبة للمجتمع الدولي”.
وأشار فرحان إلى أن “هذه اللحظة الفريدة تمنحنا الفرصة لمناقشة وتبادل الممارسات الفضلى والخبرات في معركتنا اليومية المشتركة ضد الآثار الضارة للمخدرات الاصطناعية”، مشيدا بإطلاق التحالف العالمي لمكافحة تهديدات المخدرات الاصطناعية.
وأضاف السفير، أن المغرب، باعتباره عضوا في هذا التحالف العالمي، “مقتنع بأننا قادرون، مع الأعضاء الآخرين، على مواجهة التحديات التي تفرضها المخدرات الاصطناعية، من أجل رفاهية سكاننا وازدهار مجتمعاتنا”، واصفا التحالف بأنه “منصة مهمة لتبادل الممارسات الفضلى والخبرات في إدارة التهديدات المرتبطة بالمخدرات الاصطناعية وغيرها من المواد ذات التأثير النفساني”.
وتابع قائلا: “التهديدات المتزايدة التي تشكلها المخدرات الاصطناعية تتطلب منا تنسيق أعمالنا وتعزيز قدراتنا ووضع خطة عمل لمواجهة التحديات الجديدة التي تفرضها المخدرات الاصطناعية باعتبارها مشكلة صحية عالمية”.
وفي هذا السياق، أكد فرحان على الحاجة إلى خلق “التآزر والديناميكية والتكامل” بين التحالف ولجنة المخدرات، وكذلك مع هيئات الأمم المتحدة الأخرى ذات الصلة، وتعزيز التبادلات والحوار المنتظم مع العمليات متعددة الأطراف في فيينا وجنيف ونيويورك.
وبالإضافة إلى فرحان، السفير الإفريقي الوحيد الذي شارك في هذا الحدث الجانبي، شهد اللقاء مشاركة رئيس الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات، جلال التوفيق، وسفراء ممثلين دائمين، ودبلوماسيون وخبراء الأمم المتحدة وممثلو المنظمات الدولية ومسؤولون حكوميون.
يذكر أن التحالف العالمي لمكافحة تهديدات المخدرات الاصطناعية، الذي أنشئ بمبادرة من الولايات المتحدة، يهدف إلى الجمع بين الجهات الفاعلة الدولية الرئيسية والحكومات والمنظمات الحكومية الدولية والوكالات المتخصصة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، من أجل اتخاذ إجراءات متضافرة تهدف إلى التصدي للتحديات التي تفرضها المخدرات الاصطناعية على صعيد عالمي.