أروى بريس
وجه السيد مصطفى عزيز، رئيس حركة مغرب الغد، نداء انسانيا من قلب العاصمة الفرنسية باريس إلى السدة العالية بالله، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، مناشدًا جلالته التدخل لإنصاف ابنه عبد الهادي.
سيدي ومولاي أمير المؤمنين، حفظكم الله ورعاكم ،
بعد تقديم فروض الطاعة والولاء، مقرونة بأسمى آيات المحبة والوفاء، والدعاء الصادق لجلالتكم بالشفاء العاجل ودوام الصحة والعافية، أتوجه إلى مقامكم الشريف بنداء يفيض ألماً وأملاً، صادر من قلب أب مغربي مخلص ومناضل وهب عمره في خدمة هذا الوطن العزيز، تحت قيادتكم الرشيدة، وفاءً للعرش العلوي المجيد.
لقد تعرض ابني، وفلذة كبدي، وعضدي الأيمن، لاعتقال تعسفي شابته خروقات عديدة، ومس بسمعتنا العائلية، وانتهى بحكم قاسٍ جائر، لم أتصور يوماً أن تطاله يد الظلم في عهدكم الميمون، يا جلالة الملك.
والله شهيد، لقد كانت مؤامرة انتقامية لا تستهدف سوى النيل مني شخصياً، لأسباب أجهلها ولا أستوعب خلفياتها. وكان الضحية ابني عبد الهادي عزيز، خبير مالي مرموق، خريج الجامعات الأمريكية، وأب لطفلة في العاشرة من عمرها، ومساعدي الأول في تدبير شؤوني نظراً لتقدم سني.
ابني، كما يعرفه الجميع، رجل هادئ الطباع، نزيه السلوك، لا انتماء سياسي له، ولا علاقة له بأي تيار أو توجه، بل ظل وفياً لوطنه، مخلصاً لملكه، معتزاً بهويته .
غير أن بعض النفوس، هداهم الله، استغلوا نفوذهم لتلفيق ملف لا أساس له، ونسجوا سيناريوهات واهية لا تمت إلى الحقيقة بصلة، لا لشيء إلا للنيل من شرفنا وأذيتنا. ولعل ما زاد الطين بلة هو استدعاء ابني للمساءلة عن حركة مغرب الغد، التي أنشأتها بمعية ثلة من أبناء الوطن المقيمين بالخارج، والتي أتشرف برئاستها.
إن حركة مغرب الغد، يا مولاي، إطار قانوني مسجل بفرنسا، تستمد روحها من قيم ثورة الملك والشعب، وتبُنى مرجعيتها على شعار: الله، الوطن، الملك.
وقد كانت ولا تزال صوتاً وطنياً شريفاً في أوروبا وأمريكا وإفريقيا، تواجه خصوم المملكة، وتدافع عن وحدتها ومقدساتها.
وكل من انحرف عن مبادئها، أبعد أو انسحب، لأن خطها النضالي موجه حصرياً لخدمة العرش العلوي المجيد وإمارة المؤمنين. وهذا التزامنا الصادق، المعلن سراً وعلانية، الذي لا يقبل مساومة أو ابتزازاً.
مولاي صاحب الجلالة،
إن ابني عبد الهادي، يعاني منذ أكثر من ثلاثة أشهر وضعاً مأساوياً، لا يليق بما قدمه من تضحيات في سبيل وطنه، ووفائه لوالده وملكه. فقد وُضع في جناح مخصص لأعتى المجرمين، قبل صدور حكم جائر بسنتين سجناً نافذاً في حقه، بناءً على تهم ملفقة لا أساس لها.
ألتمس من جلالتكم، التدخل بعطفكم الأبوي المألوف، لرفع هذا الظلم، وإنصاف هذا الابن البار، الذي نال منه الحيف دون وجه حق، فأنتم ملاذ المظلومين، وركن الضعفاء، وسند المحتاجين بعد الله تعالى.
كما أستعطف مقامكم العالي أن تتيحوا له العودة إلى كنف أسرته الصغيرة، وإلى ابنته الوحيدة خديجة، التي اشتاقت إلى دفء والدها، فأنتم، يا مولاي، عنوان الرحمة والتسامح، والعفو من شيمكم، والنبل فيكم مغروس ومتأصل.
جزاكم الله عنا خير جزاء، وأيدكم بنصره، وشد عضدكم بولي عهدكم المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وصاحبة السمو الملكي الأميرة لالة خديجة، وسائر أفراد الأسرة العلوية الشريفة.
والسلام على المقام العالي بالله ورحمة الله وبركاته.
المخلص: مصطفى عزيز
رئيس حركة مغرب الغد