في مشهد مفعم بالدلالات التربوية والوطنية، ترأس السيد إدريس مصباح، عامل إقليم إفران، مساء يوم الخميس 26 يونيو 2025، الحفل الإقليمي لتكريم المتفوقات والمتفوقين في الامتحانات الإشهادية، والمنظم بشراكة بين المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس–مكناس، وبدعم فعلي من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
هذا الحفل، الذي احتضنته ساحة العمالة في أجواء مهيبة، لم يكن مناسبة للاحتفاء الفردي فقط، بل لحظة مؤسساتية تؤكد أن الرهان على المدرسة العمومية هو رهان على المستقبل، وعلى الاستثمار الحقيقي في الكفاءات المحلية.
منطق الأرقام… ومؤشرات النجاح شهد الموسم الدراسي 2024-2025 تسجيل نتائج متميزة على صعيد الإقليم، تمثلت في بلوغ نسبة نجاح عامة بلغت 67.01%، بزيادة تفوق 11 نقطة مقارنة بالموسم السابق، فيما تجاوزت نسبة الحاصلين على ميزة جيدة فما فوق 53.80%، وسُجّل أعلى معدل بالإقليم في شعبة العلوم الفيزيائية – خيار فرنسية، بـ 18.44/20.
هذه الأرقام، التي تحققت في ظل سياق وطني وجهوي مطبوع بالتحول، تعكس عملًا ميدانيًا مستمرًا، وتعاونًا بين مختلف الفاعلين التربويين والإداريين والمجتمع المدني، كما تعكس الحرص المؤسسي لعامل الإقليم على تتبع تطور المؤشرات التعليمية باهتمام ودينامية.
تكريم برؤية استراتيجية لم يكن حضور عامل الإقليم في هذا الموعد مجرد التزام إداري، بل كان تأكيدًا على مركزية التعليم ضمن أجندة العمل الترابي الجديد. فتكريم المتفوقين، في تصور السلطة الإقليمية، لا يقف عند حدود التحفيز الفردي، بل يُشكل إحدى واجهات تثمين الرأسمال البشري، وتجذير ثقافة التميز، وبناء الثقة لدى الأجيال الصاعدة.
وفي كلمته الافتتاحية، أشار السيد العامل إلى أن تحسين مؤشرات النجاح بالإقليم هو ثمرة عمل جماعي، يشمل الأطر التربوية، والأسر، والمؤسسات الداعمة، والسلطات الترابية التي تواكب عن قرب كل ما يهم التلميذ داخل وخارج المؤسسة.
المدرسة في قلب النموذج التنموي بإشرافه على هذا الحفل، يترجم عامل إقليم إفران التوجهات الملكية السامية التي ما فتئت تؤكد على مركزية التعليم كرافعة للعدالة المجالية والاجتماعية. فالتنمية في بعدها الشامل لا تنفصل عن جودة التربية والتكوين، ولا تتحقق إلا بتحفيز التميز واحتضان النبوغ.
ومع قراءته لبرقية الولاء والإخلاص المرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، اختُتم الحفل بروح وطنية عالية، ورسالة واضحة: أن إقليم إفران يراهن على المدرسة، ويصوغ مستقبله من داخل فصولها.