أروى بريس – عين اللوح
مشهدٍ يختلط فيه التاريخ بروح الانتماء، انطلقت مساء الجمعة 18 يوليوز 2025 فعاليات الدورة الحادية والعشرين للمهرجان الوطني لفن أحيدوس، من قلب بلدة عين اللوح الوادعة، حيث صدحت البنادير وارتفعت أصوات الشعراء، إيذانًا بانطلاق لحظة طال انتظارها.
وسط أهازيج المجموعات الفولكلورية القادمة من كل ربوع الأطلس المتوسط، برز الحضور الرسمي بوقعه الوازن، يتقدّمه السيد الكاتب العام لعمالة إفران بوشعيب الصقلي، الذي ترأس الوفد الرسمي رفقة السيد رئيس قسم الشؤون الداخلية ورئيس الدائرة وقائد قيادة عين اللوح بمعية رجال السلطة ومسؤولين أمنين ومنتخبين سياسين ، ممثلي القطاعات ، ، في لوحةٍ جسّدت هيبة الدولة وهي ترافق الثقافة إلى منصّتها الشرعية.
صور الافتتاح حملت أكثر من رسالة. من جهة، كانت لحظة احتفاء بالذاكرة الجماعية وعمق التراث اللامادي لفن أحيدوس، ومن جهة أخرى، كانت تعبيرًا صارخًا عن التنظيم المحكم والانخراط المؤسساتي الصادق في إنجاح تظاهرة وطنية تتجاوز طابعها الاحتفالي، لتتحول إلى أداة ترسيخ للهوية والانتماء.
الكاتب العام، بكاريزماه الهادئة وحرصه الميداني الدقيق، بدا كأنه يسير بإيقاعين متناغمين: إيقاع الاحتفال من جهة، وإيقاع الدولة التي تُشرف من الأعلى وتواكب من القرب. وقد تجلى ذلك في الطريقة التي تنقّل بها بين الفضاءات، مصغيًا، مراقبًا، مُحييًا الفرق المشاركة، ومُوجّهًا رسائل صامتة مفادها أن “الدولة حاضرة، والتنمية الثقافية مسؤولية لا يُستهان بها”.
وقد عرفت ساحة العرض الرسمية لحظة احتفالية رائعة، مزجت بين الإبداع الفرجوي والانضباط البروتوكولي، حيث رُفعت الأعلام، وترددت الأشعار الأمازيغية الأصيلة، واهتزت الأرض على إيقاع البندير، بينما كان الجمهور يتابع بعين الدهشة والاعتزاز.
مهرجان أحيدوس، في دورته الحالية، ليس مجرد مناسبة سنوية، بل صار محطة تأكيد على أن الثقافة حين تُصان من قبل مؤسسات قوية، فإنها لا تموت، بل تتجدد… تمامًا كما يتجدد صدى “أحيدوس” في جبال الأطلس، جيلاً بعد جيل.


















