أروى بريس
تمكنت الشركة الألمانية “ILF” المتخصصة في الاستشارات الهندسية، مع شريكتها Doris Group ، لتقديم خدمات استشاراتية لإدارة المشاريع (PMC) للمرحلة الثانية من دراسة التصميم الأولي التفصيلي (FEED) من خط أنابيب الغاز المغرب-نيجيريا.
وحسب مواقع متخصصة، فإن الشركة الألمانية تم تكليفها من طرف المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن (ONHYM) والمؤسسة الوطنية النيجيرية للبترول (NNPC)، بهدف تقديم الخدمات الاستثشارية في مجال تدبير المشاريع للمرحلة الثانية من دراسة التصميم الهندسي للواجهة الأمامية (FEED) لخط أنابيب الغاز المغربي النيجيري.
ووفق ذات المصادر، فإن المسؤول بشركة ILF كرليس جيرو، قال في تصريح له في هذا السياق، إن اختيار شركة ILF للقيام بخدمات الاستشارة في تصميم الواجهة الأمامية لهذا المشروع في مرحلته الثانية بعد المرحلة الأولى التي تم تكليف فيها نفس الشركة هو دليل ثقة من طرف المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن (ONHYM) والمؤسسة الوطنية النيجيرية للبترول (NNPC).
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن نجيريا والمغرب عقدا العزم مؤخرا على إخراج هذا المشروع إلى الوجود، وقد دعا الرئيس النيجيري، محمد بوخاري، مؤخرا كل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي لدعم هذا المشروع من أجل تحقيق الأمن الطاقي لعدد من بلدان إفريقيا إضافة إلى أوروبا والدول الغربية.
وقال بوخاري وفق ما نقلته الصحف النيجيرية في تصريحه لصحيفة “بلومبيرغ” في الأسبوعين الماضيين، إن مشروع أنبوب الغاز “النيجيري المغربي” قد يُنهي أزمة إمدادات الغاز في أوروبا، وبالتالي دعا إلى ضرورة خلق شراكة متينة وطويلة الأمد بين نيجيريا والاتحاد الأوروبي وبريطانيا.
وأضاف بوخاري في ذات السياق على إثر التعبير عن عدم تفاؤله من أن المشاريع الطاقية الخضراء قد تٌنهي مشاكل الطاقة، بأن على الإتحاد الأوروبي وبريطانيا “الاستثمار في خط الأنبوب النيجيري المغربي الذي يبلغ طوله 4 آلاف كيلومتر لنقل الغاز من نيجيريا إلى المغرب ثم إلى أوروبا”، باعتباره الحل الأنسب لإمدادات الطاقة.
ولم يأت الرئيس النيجيري في ذات الحوار على ذكر مشروع انبوب الغاز الذي تسعى الجزائر إلى إنجازه مع نيجيريا عبر دولة النيجير، وهو المشروع الذي كانت تسعى إلى تحقيقه الجزائر منذ أكثر من 20 سنة دون أن يتحقق منه شيء إلى حدود اليوم، على عكس نفس المشروع بين نيجيريا والمغرب.
وحسب مصادر متخصصة، فإن المجلس التنفيذي الفيدرالي النيجيري، صادق على تخصيص 14,8 مليار دولار أمريكي، لتنفيذ مشروع أنبوب الغاز “النجيري المغربي”، وستذهب هذه الميزانية لإنجاز عدد من المشاريع المتعلقة بالأنبوب.
ويدخل في هذا الاتفاق، توقيع مذكرة تفاهم مع بلدان غرب إفريقيا المنضوية تحت لواء المجموعة الاقتصادية “إيكواس”، من أجل تسريع إنجاز هذا المشروع الاستراتيجي الهام، والذي سيوفر الغاز لهذه البلدان وصولا إلى المغرب، ومن المغرب نحو قارة أوروبا.
ويهدف المشروع الاستراتيجي لخط أنابيب الغاز المغربي-النيجيري، الذي أطلقه الملك محمد السادس والرئيس محمد بخاري، والذي تم توقيع اتفاقية التعاون بشأنه في ماي 2017، إلى أن يكون رافعة للتنمية الاقتصادية في منطقة شمال غرب إفريقيا. وسينقل خط الأنابيب، الذي يبلغ طوله 5660 كيلومترا، الغاز من نيجيريا إلى المغرب ثم إلى أوروبا، ليعبر 11 دولة في غرب إفريقيا. عند اكتماله، من المتوقع أن يكون أطول خط أنابيب بحري في العالم.