يونس لقطارني – أروى بريس
طاقات واعدة في المجتمعات العربية المقيمة بالديار الإسبانية كإطلالة شمس في نهار غائم , يحضى مغاربة إسبانيا بالخصوص على مناصب مهمة بالدولة الإيبيرية ويتركوا بصمتهم في أماكن عدة من مختلف أنحاء البلاد .
شهدت الأسر المغربية في السنوات الأخيرة تفوق ملحوظ لأبنائها وبناتها في المدارس والجامعات وحتى مناصب العمل المهمة كالمحامات و الجهاز الأمني و المقاولات والشركات الصغرى والكبرى و الاعمال الحرة …” خالد ولد الحاج الحسين “هو واحد من أفراد الجالية المغربية الذي زادنا فخرا و شرفا.
ينحدر خالد من مدينة الدار البيضاء ، ومنها شدّ الرحال صوب إسبانيا خلال ثمانينيات القرن الماضي.. حيث ارتأى، وقتها، أن يغيّر الأجواء بحثا عن الدراسة وسط بيئَة أفضل مما لقيه فوق تراب الوطن، لكنّ الأقدار كانت تخط له مسارا بديلا عما كان يتوقّع أن يؤول إليه مستقبله.
خالد لم يكن غير مهاجر لاقَى الرياح المتجهة شمالا بأشرعة سفينَة حياته، فما كانت هذه الهجرة إلاّ أن لازمته وهو يعيش وسطها، قبل أن يحيَى بهَـا ثمّ لهَا.. لكنّ لسانَه، رغم طول أمد الاستقرار بالديار الإسبانية، لم يلُك عباراته الدارجَة التي يطلقها بطريقَة لا تختلف عمّا اعتاد عليه حين عيشه بـ”أزقة العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء ”.
إختار خالد أن يقصد إسبانيا بداعي الدراسَـة، خاصّة وأن مستوَاه الجامعيّ خلال سنوات الثمانينيات بالمغرب قد مكّنه من تعلم عدة لغات لأجل تعلّم اللغة الإسبانية والتمكّن من ضبطها بغرض استثمارها في مواصلة التحصيل .
عن هذه المرحَلة الاستهلالية ضمن مشوار هجرته يقول خالد إن الأمر برمّته كان اختياريا وعن قناعَة، ويزيد ضمن لقاء جمعه بموقع أروى بريس: “قدمت لإسبانيا من أجل الدراسة قبل أن أخوض عدة تجارب فى ميادين مختلفة من الترجمة سنوات 1992 بعدة مؤسسات اسبانية كادارة السجون و المصحات و المحاكم الابتدائية الى السهر على تسيير و تدبير الوفود العربية و خاصة الوفد الامارتي المشارك فى الالعاب الالمبيا ببرشلونة الى التسويق الدولي و تنظيم المهرجانات و المعارض ضمن اعرق فريق اسباني نادي برشلونة سنوات 1997 تم الحصول على ماستر التجارة العالمية التى قادته الى خوض مسار ناجح ومتميز بغرفة التجارة و الصناعة والخدمات ببرشلونة سنوات 2000 التى خولت له التعاقد مع عدة شركات دولية التى اكتسب منها تجاربة مهمة ساهمت فى تغيير مساره المهني نحو تأسيس عدة شركات تخصص الثروة الحيوانية بكل من اسبانيا و البرتغال حيث يمتلك ضيعة فلاحية رفقة احد البرتغاليين و التى تعتبر من اكبر الضيعات الفلاحية التى تصدر كافة سلالات الابقار و العجول الى عدة دول عربية و اسيوية .
وفى هذا الصدد يساهم السيد خالد فى تزويد المغرب بافضل واجود سلالات الابقار و العجول للمساهمة والحد من الخصاص المهول الدي تعرفه المملكة فى الثروة الحيوانية خلال السنوات الاخيرة بسبب الجفاف و مخلفات فيروس كورونا و الظروف الاقتصادية العالمية .
وبشكل عام ، فإن قصة النجاح التي سطرها هذا الخبير المغربي في مجال الثروة الحيوانية بين المؤسسات الإسبانية والبرتغالية، تنضاف إلى نجاحات الرجل المغربي، الذي استطاع تكريس طاقته وكفاءته لإبراز الوجه المشرق لأفراد الجالية في مختلف المجالات .
انها قصة نجاح “مهاجر” مغربي، زادته الغربة أكثر ارتباطا ببلده الأصلي الذي يتطلع إلى الإسهام في تنميته من خلال توظيف خبرته ومهاراته التي اكتسبها في المهجر، حيت درس التجارة والتسويق في اسبانيا، ومنها سافر إلى البرتغال ليتولى تسيير شركة عملاقة فى الثروة الحيوانية .
ويرى خالد، أن المغرب يتوفر على بنيات تحتية أساسية متطورة ومؤهلات كبيرة، وأن المطلوب هو الاستثمار الأمثل في كفاءاته بالخارج بما يسهم في تعزيز التنمية الوطنية على كافة المستويات الاقتصادية والعلمية والثقافية.